الدكرورى يكتب عن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
العباس بن عبد المطلب بن هاشم ” جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع العباس بن عبد المطلب بن هاشم، وروى ابن كثير عن علي بن أبي طلحة، أن ابن عباس رضى الله عنهما قال في تفسيرها “نزلت في العباس بن عبد المطلب حين أسِر يوم بدر” وقال” لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد، لقد كنا نعمر المسجد الحرام، ونسقي الحاج ونفك العاني”،فقال الله عز وجل ” أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد فى سبيل الله، والله لا يهدى القوم الظالمين” وهذا يعني أن ذلك كان في الشرك، ولا أقبل ما كان في الشرك، وقال أبو اليسر ” نظرت إلى العباس يوم بدر وهو واقف كأنه صنم وعيناه تذرفان فقلت جزاك الله من ذي رحم شرا أتقاتل ابن أخيك مع عدوه، قال ما فعل أقتل.
قلت الله أعز له وأنصر من ذلك، قال ما تريد إلى، قلت الأسر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهى عن قتلك، قال ليست بأول صلته، فأسرته، ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشد وثاقه بعد أسره، فسهر عمه النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الليلة، فقال له بعض أصحابه ” ما يسهرك يا نبي الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم “أسهر لأنين العباس” فقام رجل وأرخى وثاقه، فقال صلى الله عليه وسلم “مالي لا أسمع أنين العباس” فقال الرجل أنا أرخيت من وثاقه فقال صلى الله عليه وسلم “فافعل ذلك بالأسرى كلهم” وقال أبو جعفر في تفسيره “يقول الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم” يا أيها النبي قل لمن في يديك، وفي يدي أصحابك من أسرى المشركين.
الذين أخذ منهم من الفداء ما أخذ، وهو قوله تعالى” إن يعلم الله فى قلوبكم ” والمعنى هو إن يعلم الله في قلوبكم إسلاما يؤتكم خيرا مما أخذ منكم من الفداء ” ويغفر لكم ” والمعنى وهو يصفح لكم عن عقوبة جرمكم الذي اجترمتموه، بقتالكم نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وكفركم بالله ” والله غفور رحيم ” لذنوب عباده إذا تابوا، وهو تعالى رحيم بهم أن يعاقبهم عليها بعد التوبة، وذكر ابن جرير أن العباس بن عبدالمطلب كان يقول” فيَّ نزلت هذه الآية” وروى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه، أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه، فقال صلى الله عليه وسلم “والله لا تذرون منه درهما”
وقال ابن حجر رحمه الله “قيل والحكمة في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم، خشي أن يكون في ذلك محاباة له لكونه عمه، لا لكونه قريبهم من النساء فقط، وفيه إشارة إلى أن القريب لا ينبغي له أن يتظاهر بما يؤذي قريبه، وإن كان في الباطن يكره ما يؤذيه، ففي ترك قبول ما يتبرع له الأنصار به من الفداء تأديبا لمن يقع له مثل ذلك، وقيل أن أم العباس بن عبد المطلب ليست من الأنصار، بل جدته أم عبد المطلب هي الأنصارية، فأطلقوا على جدة العباس أختا لكونها منهم، وعلى العباس ابنها لكونها جدته، وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد، وهى من بني عدي بن النجار ثم من بني الخزرج، وأما أم العباس فهي نتيلة بنت جناب من ولد تيم اللات بن النمر بن قاسط، وقد وهم الكرماني.
فقال أن أم العباس بن عبد المطلب كانت من الأنصار، وأخذ ذلك من ظاهر قول الأنصار ابن أختنا، وليس كما فهمه، وروى الطبراني في المعجم الكبير من حديث ابن عباس وقرأ قول اللله عز وجل من سورة الأنفال ” قل لمن فى أيديكم من الأسرى ” فقال، كان العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه، يقول فيّ والله أنزلت حين أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن إسلامي، وسألته أن يحاسبني بالعشرين الأوقية التي وجد معي، فأبى أن يحاسبني بها، فأعطاني الله بالعشرين أوقية عشرين عبدا كلهم تاجر بمالي في يده مع ما أرجو من مغفرة الله تعالى، وقال ابن كثير، عندما قام العباس بفداء نفسه بمائة أوقية من الذهب، فيقول، هذه المائة كانت عن نفسه.