الدكرورى يكتب عن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
العباس بن عبد المطلب بن هاشم ” جزء 7″
ونكمل الجزء السابع مع العباس بن عبد المطلب بن هاشم، وعن ابني أخويه عقيل ونوفل، وعن حليفه عتبة بن عمرو وهو أحد بني الحارث بن فهر، وكما أمره بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين ادعى أنه كان قد أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “أما ظاهرك فكان علينا، والله أعلم بإسلامك، وسيجزيك” فادعى أنه لا مال عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فأين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل، وقلت لها، إن أصبت في سفري فهذا لبنيّ الفضل وعبد الله، وقثم؟” فقال والله إني لأعلم أنك رسول الله، إن هذا شيء ما علمه إلا أنا وأم الفضل” وروى أبو نعيم في دلائل النبوة من حديث ابن عباس رضى الله عنهما، قال لما كان يوم بدر أسر سبعون.
فجعل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، أربعين أوقية ذهبا، وجعل على عمه العباس بن عبد المطلب مائة أوقية ذهب، وعلى عقيل ثمانين أوقيه ذهب، فقال العباس رضى الله عنه، أللقرابة صنعت بي هذا؟ والذي يحلف به العباس، لقد تركتني فقير قريش ما بقيت، فقال له صلى الله عليه وسلم “كيف تكون فقير قريش، وقد استودعت أم الفضل بنادق الذهب ثم أقبلت إلي، وقلت لها إن قتلت تركتك غنية ما بقيت، وإن رجعت فلا يهمنك شيء” فقال إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، ما أخبرك بهذا إلا الله تعالى، فأنزل الله عز وجل فى كتابة الكريم فى سورة الأنفال ” يا أيها النبى قل لمن فى أيديكم من الأسرى ” فقال العباس حين نزلت يا نبي الله، لوددت أنك كنت أخذت مني أضعافها فآتاني الله خيرا منه.
وروى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمال من البحرين فقال “انثروه في المسجد” فكان أكثر مال أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه العباس، فقال يا رسول الله أعطني، إني فاديت نفسي، وفاديت عقيلا، قال “خذ” فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال أمّر بعضهم يرفعه إلي، فقال “لا” قال فارفعه أنت علي، فقال “لا” فنثر منه ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال فمر بعضهم يرفعه علي، فقال “لا” فنثر منه، ثم احتمله على كاهله ثم انطلق، فما زال يتبعه بصره حتى خفي علينا، عجبا من حرصه، فما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثم منها درهم، وقد أسلم العباس بن عبد الطلب رضى الله عنه، لاحقا ولكن وقت إسلامه غير مؤكد.
فهناك من قال أنه أسلم قبل فتح خيبر وكتم إسلامه وأظهره يوم فتح مكة، وهناك من يقول أنه أسلم قبل بدر وكان يكتب أخبار قريش إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن مسلمي مكة كانوا يتقوون به، ثم هاجر إِلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولقيه طريقه إلى وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، ذاهبا إلى مكة، وقد شهد معه فتح مكة، وانقطعت الهجرة، وقد فرح النبي صلى الله عليه وسلم، بإسلامه، ويقول أبو رافع أنه بشر النبي صلى الله عليه وسلم، بإسلام العباس، فأعتقه، إذا أن العباس وهب أبا رافع للنبى صلى الله عليه وسلم، وهكذا فقد شهد العباس غزوة حنين، وقد ثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما انهزم الناس، قال عباس بن عبد المطلب ” شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نفارقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم، على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم، يركض بغلته قبل الكفار فقال عباس وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي عباس ” ناد أصحاب السمرة” فقال العباس وكان رجلا صيتا فقلت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة ؟ قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا يا لبيك يا لبيك قال، فاقتتلوا والكفار.