نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 12″

الدكرورى يكتب عن نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 12″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 12″

ونكمل الجزء الثانى عشر مع نبي الله العزير عليه السلام، وعزير المصرى هو الذى قال عنه اليهود انه ابن الله، موضحا أن أوزوريس وأيزيس ألفاظ اغريقية، واللفظ المصرى ضاع، وبرديات مصرية هيروغليفية تقول ان إيزيس هى المعبودة الرئيسية فى مدينة البتراء، عاصمة مملكة الانباط، والانباط عرب اتوا من سيناء وأنشأوا مملكة على اجزاء من الشام والعراق والجزيرة العربية، بالإضافة إلى سيناء والنقب، من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثانى الميلادي، وعاصمتها البتراء، مدينة تقع فى الاردن حاليا، وفى البتراء لا يوجد اسم إيزيس، وإنما اسم العُزّى، وبيت العُزّى، وصفات إيزيس فمن تكون إيزيس سوى العزى؟ ومثلما يضيف الاغريق حرف السين على آخر الاسم.

يضيف العرب لام التعريف على أول الاسم، وبعد حذف الحروف المضافة، نجد ان اسمها المصرى الاصلى عزى، ويعتقد البعض أن معتنقو المسيحية بأن العزير هو لعازر هو صديق المسيح، واسمه عبرى مختصر أليعازر، ومعناه من يعينه الله، وهو من بيت عنيا بأورشليم، وكان يسكن مع أختيه مريم ومرثا، وقد قام المسيح بإحيائه من موته بعد عودته لأورشليم، حيث كان قد توفى قبلها بأربع أيام، إلا أن المراجع التاريخية تكذب ذلك كون العزير كان فى عصر ما قبل المسيح، وأن هناك تداخل للأسماء فقط، ويوجد في مدينة العيزرية شرق القدس المحتلة هناك قبر يعتقد أنه للعزير عليه السلام، وملاصق له مسجد العزير، وبجانبه أيضا كنيسة الروم الارثودوكس اليونانية.

ويعتقد أن ضريح العزير موجود في محافظة العمارة جنوب العراق، وإن أنبياء الله جميعا يجب الإيمان بهم إجمالا، كما يجب الإيمان بمن ذكر منهم في القرآن الكريم تفصيلا، وقد جاء في القرآن الكريم ذكر خمسة وعشرين من الأنبياء وأما عن عزيز، ويقال له عزير فقد جاء في قصص الأنبياء لابن كثير نقلا عن ابن عساكر أنه عزير بن جروه، ويقال ابن سوريق ثم ساق نسبه إلى هارون بن عمران عليه السلام، ثم قال وكان ممن سباه بختنصر وهو غلام حدث، فلما بلغ أربعين سنة أعطاه الله الحكمة، ولم يكن أحد أحفظ منه ولا أعلم بالتوراة، والمشهور أنه نبي من أنبياء إسرائيل، وأنه كان فيما بين داود وسليمان وبين زكريا ويحيى عليهم السلام، وقال ابن كثير، وقيل قبره موجود في دمشق

وإن في قصص القرآن عبر ومواعظ يريد الله من عبادة التعلم منها، وفي قصة عزير عليه السلام مضامين لا بد للمسلم أن يفهمها وهى تتلخص في دعوة إلى التفكر في خلق الله، وكذلك الحث على الاهتمام بأحوال الأمة والعمل على إصلاحها بكل ما أوتي الإنسان من قوة وعلم، وكذلك إثبات قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء الموتى هو دليل قاطع على البعث بعد الموت، وبيان أن الحال تتبدل من ضعف إلى قوة ومن خراب إلى ازدهار والعكس، وذلك بقدرة الله سبحانه وتعالى، وكذلك توضيح أن الإيمان بالله عز وجل هو طريق النجاة الوحيد لكل إنسان، وإن العلماء هم سادة الناس وقادتهم الأجلاء، وهم منارات الأرض، وورثة الأنبياء، وهم خيار الناس، المرادُ بهم الخير، المستغفرُ لهم، وإن للعلماء فضل عظيم إذ الناس محتاجون إليهم في كل حين.

وهم غير محتاجين إلى الناس، ولا شك أن بيان فضل العلماء يستلزم بيان فضل العلم لأن العلم أجل الفضائل، وأشرف المزايا، وأعز ما يتحلى به الإنسان، فهو أساس الحضارة، ومصدر أمجاد الأمم، وعنوان سموها وتفوقها في الحياة، ورائدها إلى السعادة الأبدية، وشرف الدارين، والعلماء هم حملته وخزنته، ومن أجل هذا جاءت الآيات والأخبار لتكريم العلم والعلماء، والإشادة بمقامهما الرفيع، وتوقيرهم في طليعة حقوقهم المشروعة لتحليهم بالعلم والفضل، وجهادهم في صيانة الشريعة الإسلامية وتعزيزها، ودأبهم على إصلاح المجتمع الإسلامي وإرشاده، وإن الجد والاجتهاد هم أساس تحقيق النجاح وقد دعانا الله سبحانه وتعالي إلي إتقان العمل والإجتهاد فيه فهو الطريق لتقدم المجتمعات ونهضتها فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه، فالعمل والجد والاجتهاد هم أساس ارتقاء الفرد وتحقيق نجاحه سواء في الدراسة أو العمل فالنجاح لا يأتي ولا يتحقق إلا ببذل المجهود والسعي والتوكل على الله لتحقيق الهدف.