صلاة الإستسقاء ” جزء 3″ 

الدكرورى يكتب عن صلاة الإستسقاء ” جزء 3″ 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

صلاة الإستسقاء ” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع صلاة الإستسقاء، وقلنا أن صلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد تماما، فيكبر فيها سبعا في الركعة الأولى، وخمسا في الثانية، ولا يشترط لصلاة الاستسقاء أذان، كما لا يشترط الأذان لخطبتها، وينادى لها بالصلاة جامعة، ثم يخطب الناس فإذا انتهى من الخطبة يندب أن يحول الخطيب رداءه، ولو كان شالا أو عباءة، والمصلون جميعا يحولون أرديتهم، وذلك بأن يجعلوا ما على أيمانهم على شمائلهم، ويستقبلوا القبلة، ويدعو الله رافعي الأيدي، مبالغين في ذلك، وعن ابن عباس ما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعا أى لابسا ثياب العمل، متخشعا مترسلا أى غير مستعجل في مشيه، ومتضرعا” رواه الترمذي، وعن السيده عائشة رضي الله عنها.

قالت ” شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحُوط أى احتباس المطر، فأمر بمنبر، فوضع له بالمصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، فخرج حين بدا حاجب الشمس أى ضوءها، فكبّر وحمد الله، ثم قال “الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم لا إله إلا أنت، أنت الغني، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغا إلى حين” ثم رفع يديه، فلم يزل يدعو، ثم حوّل إلى الناس ظهره، وقلب رداءه، وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس، فصلى ركعتين ” رواه الحاكم ، وللفقهاء في تقديم الخطبة أو تأخيرها ثلاثة أقوال، وهو تأخير الخطبة إلى ما بعد الصلاة وتقديمها جواز الأمرين.

وأما عن ما يستحب قبل الخروج لصلاة الاستسقاء، فإنه يُستحب قبل الخروج إلى الصلاة، هو التوبة، والصدقة، والخروج من المظالم، والمصالحة بين المتخاصمين، وصيام ثلاثة أيام، ثم الخروج في اليوم المعين لذلك، ويخرج الصبيان، والشيوخ، والعجائز، ويباح إخراج البهائم والصغار، ومن أشهر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر، النبي صلى الله عليه وسلم، قائم يخطب، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم، قائما، ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السُبل، فادع الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم، يديه، فقال ” اللهم إسقنا ” فقال أنس رضى الله عنه فوالله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة.

وما بيننا وبين سلع مِن بيت ولا دار، قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، قال فوالله ما رأينا الشمس سبتا، وقال ثم دخل رجل من الباب فى الجمعه المقبله، والنبي صلى الله عليه وسلم، يخطب الناس فاستقبله قائما، ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السُبل، فادع الله أن يمسكها عنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم، يديه وقال “اللهم حوالنا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب” قال فأقلعت، وخرج يمشي في الشمسِ، وأَن النبي صلى الله عليه وسلم، استسقى فى بعض غزواته لما سبقه المشركين إلى الماء، فأصاب المسلمين العطش، فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعض المنافقين لو كان نبيا استسقى لقومه.

كما استسقى موسى لقومه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ” أوقد قالها؟ عسى ربكم أن يسقيكم ” ثم بسط يده ودعا فما رد يديه من دعائه حتى أظلهم السحاب، وأمطروا، فأفعم السيل الوادى، فشرب الناس فارتووا، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” خرج سليمان عليه السلام يستسقي فمر بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك ورزقك اللهم فإما أن تسقينا وإما أن تهلكنا، فقال ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم، وقد قيل أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، استسقى بالعباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عمر استسقى عمر عام الرمادة بالعباس.

فقال “اللهم إن هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم، نتوجه إليك به فاسقنا، فما برحوا حتى سقاهم الله عز وجل” وروي أن معاوية خرج يستسقي، فلما جلس على المنبر، قال أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فقام يزيد، فدعاه معاوية بن أبي سفيان، فأجلسه عند رجليه، ثم قال اللهم إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا يزيد بن الأسود، يا يزيد، ارفع يديك، فرفع يديه، ودعا الله تعالى، فثارت في الغرب سحابة مثل الترس، وهب لها ريح، فسقوا حتى كادوا لا يبلغون منازلهم، واستسقى به الضحاك مرة أخرى.