الدكرورى يكتب عن التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 2″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثانى مع التبرج فى الشريعة الإسلامية، فإن الناس لا ينظرون إلى المرأة التي تتعرى وتتكشف بكبير احترام، بل إنهم يسيئون بها الظن، وربما اتهموها في سلوكها ونسجوا حولها الأقاويل الباطلة، فالسلامة لا يعدلها شيء، فإن من تتعرى وتتكشف وتلبس الملابس الفاضحة أمام النساء تسن سنة سيئة والنبي صلى الله عليه وسلم قال “من سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء” رواه مسلم، وإنها تتعرض للمعاكسات والابتزاز، من أى رجل وُصفت له هذه المرأة وما كان منها في قاعة الأفراح، وكذلك خراب البيوت وتشتت الأبناء بسبب الطلاق، فقد تكون المرأة غافلة عما يراد بها.
فتأتي بهذه الثياب العارية، فتأخذ راحتها في الرقص والتمايل بحجة أنها بين النساء، ولا تدري أن كاميرات التصوير تسجل كل حركاتها، ثم تفاجأ هذه الضحية بهذا الفيلم على الإنترنت، أو يباع بين الشباب فتكون النهاية المؤلمة لعلاقة أسرية كريمة، والسبب هذه التجاوزات في الملابس وغيرها، وأيضا الوقوع فيما حرم الله عز وجل، فإن إظهار المرأة مفاتنها أمام النساء يغري بعضهن ببعض، وينشأ جراء ذلك كثير من العلاقات المحرمة، أهونها الإعجاب، وقد أفتى العلماء بتحريمه، وأخطرها الممارسة الجنسية الشاذة، وهذا حتما سيؤدي إلى انتشار الفاحشة والشذوذ والمعاصي التي يعقبها سخط الله تعالى وعقوبته لمن تتعرى في الدنيا والآخرة، وأيضا من مشاكل التعرى.
هو زنا المحارم، وأقله التحرش الجنسي بينهم بسبب زنا النظر إلى مفاتن المحارم، فتستثار شهوة الرجل من قريباته المحرمات عليه، فيفرغ هذه الشهوة مع الخادمة أو غيرها، إذا كان يتورع عن محارمه، وإلا فستكون الضحية هي إحدى محارمه لا سيما الصغيرات في السن سواء طفلة أو مراهقة فاحذروا، وأيضا ظهور العورة المغلظة، وهذا ما لم يتوقعه البعض، ولكنها خطوات الشيطان تأتي بالتدرج في التعري وليس مباشرة، مثال تعرية منطقة السرة ، لم يكن متصورا أن يحدث ذلك في يوم من الأيام بين المسلمات، ولكنه حدث عبر خطة التدرج في التعري التي رسمها الشيطان وأعوانه من مصممي الأزياء وتجارها ولعبوا بها على عقول بعض النساء.
اللاتي بدأت عوراتهن المغلظة في الظهور بعد ذلك، فقيل ذهبت فتاة في العشرين من عمرها إلى إحدى المناسبات وهي ترتدي البنطلون الذي يكشف نهاية الظهر من الخلف ومنطقة السرة من الأمام، كما أنه لا يستطيع أن يخفي الملابس الداخلية إن وُجدت، لأنه يبدأ من منطقة الحوض وليس الخصر، وكانت الفتاة واقفة فسقط منها شيء على الأرض، فجلست القرفصاء لتلتقطه، فانخلع بنطالها من الخلف جاذبا معه ملابسها الداخلية لتظهر عورتها أمام الضيوف، وقيل أن الملفت للنظر أن الفتاة لم ترتبك أو تستحي من ذلك لأن الحياء قد مات تدريجيا في قلبها فلا مانع من الانتقال للمرحلة التي تليها من التعري والعياذ بالله، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم.
” صنفان لم أرهما رجال بأيديهم سياط يضربون بها الناس ويعنى ظلما، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهن مثل أسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها” رواه مسلم، وإن المقصود أن النساء الكاسيات العاريات أصل كما قاله المشايخ في تفسيرها، وأنهن كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها، هذا أحد التفسيرات لها، وقال آخرون من أهل العلم معنى كاسيات يعني كاسيات ثياب رقيقة، ما تستر البشرة عاريات في المعنى، وقال آخرون في تفسير الحديث معناه كاسيات بثياب قصيرة لا تستر كالتي تلبس الثياب التي إلى الركبة أو إلى بعض الفخذ أو إلى بعض الساق وتكشف الرأس، كل هذه كسوة عارية فلا تكون الكسوة كافية إلا إذا كانت ساترة للمرأة كلها.