التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 8″

الدكرورى يكتب عن التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 8″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 8″

ونكمل الجزء الثامن مع التبرج فى الشريعة الإسلامية، وقال تعالى كما جاء فى سورة النحل ” وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم” واللباس شأنه شأن غيره من أمور الحياة اليومية التي ينبغي على المسلم أن يلتزم فيها هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان هديه في اللباس أعظم الهدي وأكمله، ولقد حرم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال” لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ” رواه البخاري، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال” لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل” رواه أبو داود.

وأن أجمل اللباس وأفضله لباس التقوى، كما قال الله تعالى فى سورة الأعراف ” ولباس التقوى ذلك خير” وصدق الشاعر حين قال إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا، فإن التعري، ومثله التجسيم ولبس الضيق، والشفاف والقصير وأشباهه، حينما يكون بين الناس في الطرقات والشوارع والمصالح، لا للأزواج في البيوت، فهذا هو التبجح بالتعري، والتصميم عليه، والتفنن فيه، والفتوى بجوازه واحتشامه وتمرير الآباء والأزواج والمحارم له، دياثة وانحطاط جاهلي، وجذب النساء والبنات والأسر لبعضهن من خلال التقليد والتشجيع على اللحاق بالمشهد المقزز في الشوارع احتجاجا أنه محل إعجاب العيون وملاحظتها، أو بحجة أنه لا يوجد غير ذلك في الأسواق.

كل هذا مخالف للفطرة ومكافح لها، وإهانة للإنسان، وبذل من كرامته وكرامتها، وعرض جوهرة ثمينة لتبتذل بين الناس، واستهانة بالأعراض لمن يدّعي الغيرة والشرف، وإن المحصلة هو أن جوهرة ثمينة وعرضا مصونا صار يُعرض، تبتذل وتتلقفها أعين وتلوكها ألسنة ويقترب منها أفاعى، في موجة النفور عن الدين، وفي وقت الحرب الشديدة عليه اليوم، وضعف أهله، في هذه الموجة يتراجع شرفاء، وتنحسر العفة، ويخسر الناس من أعراضهم بعدما خسروا من دينهم وحريتهم وآمالهم وطموحاتهم، وثورتهم موءودة الأحلام، فتذكر وأنت تقرأ كتاب ربك، وأبلغ أهلك، وأبلغ أرحامك وجيرانك وزملاءك وأصدقاءك والناس جميعا.

أن التعري ومثله التجسيم عقوبة، وحالة طارئة ترفضها الفطرة، وأبلغهم أن الله سمّى التعري فاحشة، ومعنى كونه فاحشة أي فَحُش قبحه وزاد سوؤه وإنكاره في الفطرة وفي الشرع، فإن آدم وزوجه طفقا يخصفان أى يرقعان على سوءاتهما من ورق الجنة، على عجل وتستر فليستتر امرؤ ولتستتر مؤمنة كما أمرها الله تعالى، ولا تحتل عليه سبحانه، فالحيلة والمكر على الله لا يجوز، بل يجب أن تنظر فيما شرط الله تعالى من أمره وكيف تستوفي أمر الله الشرعي بالحجاب المأمور، فإن العفة عنوان لهذا الدين، والعفة شكلا ومضمونا، ونحن على خصام مع الحضارة الغربية في إباحيتها وتعريها وقتلها للفطرة أو محاولة انقلاب الفطرة، ونحن أمة شعارها.

كما قال جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه، للنجاشي ملك الحبشة “ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة” ونقول للخلق جميعا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة، وقد قال تعالى كما جاء فى سورة آل عمران ” زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب” وقال القرطبى، فى قوله تعالى “من النساء” بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن، لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء” رواه البخاري ومسلم.