التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 9″

الدكرورى يكتب عن التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 9″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 9″

ونكمل الجزء التاسع مع التبرج فى الشريعة الإسلامية، فإن فتنة النساء أشد من جميع الأشياء، ويقال في النساء فتنتان، وفي الأولاد فتنة واحدة، فأما اللتان في النساء فإحداهما أن تؤدي إلى قطع الرحم، لأن المرأة تأمر زوجها بقطعه عن الأمهات والأخوات، والثانية يبتلى بجمع المال من الحلال والحرام، وأما البنون فإن الفتنة فيهم واحدة وهو ما ابتلي بجمع المال لأجلهم، وروى عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتاب” حذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن في إسكانهن الغرف تطلعا إلى الرجال، وليس في ذلك تحصين لهن ولا ستر، لأنهن قد يشرفن على الرجال فتحدث الفتنة والبلاء.

ولأنهن قد خلقن من الرجل، فهمتها في الرجل والرجل خلق فيه الشهوة وجعلت سكنا له، فغير مأمون كل واحد منهما على صاحبه، وفي تعلمهن الكتاب هذا المعنى من الفتنة وأشد، وفي كتاب الشهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أعروا النساء يلزمن الحجال” فعلى الإنسان إذا لم يصبر في هذه الأزمان أن يبحث عن ذات الدين ليسلم له الدين فقال صلى الله عليه وسلم “عليك بذات الدين تربت يداك” رواه مسلم عن أبي هريرة، وفي سنن ابن ماجة عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن.

ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة سوداء خرماء ذات دين أفضل” وقال مالك فيما نقله النووى عنه قال، والمرأة فتنة إلا فيما جبل الله تعالى النفوس عليه من النفرة عن محارم النسب، وقال ابن كثير فى الأية أنه يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثر الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى الله عليه وسلم.

“الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله” رواه النسائي وروى بعضه مسلم في صحيحه، وقوله في الحديث الآخر “حبّب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة” وإن حُسن الهيئة والزيّ الحسن من شمائل الأنبياء وخصالهم النبيلة، وكان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس منظرا وأحلاهم ثوبا، فقد كان لباسه لباس التواضع مع الهيئة الجميلة والنظافة، وشأن لباس النبى صلى الله عليه وسلم وثيابه شأن غيره من السنن التي ينبغي على المسلم أن يقتدي فيها هدي النبي صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته، فإن خير الهدى هديه وأحسن الخصال خصاله صلوات الله وسلامه عليه.

وإن الفتن متنوعة متعددة حتى ربما لا يخلو الإنسان في لحظة من حياته من فتنة ولكنها تتفاوت كبرا وصغرا وخطورة وأثرا، فمن الفتن فتنة المال والولد كما قال تعالى ” إنما أموالكم وأولادكم فتنة” أي أن حب المال قد يوقع العبد في معصية الله وغضبه وذلك حين يكتسبه من وجه حرام كأكل مال اليتيم والسرقة والنهب والاختلاس والرشوة والمتاجرة بالخمور والمخدرات ونحو ذلك، أو يبخل به فيمسكه عن إنفاق ما أوجب الله عليه كمن يبخل بالزكاة والنفقات الواجبة، وحب الولد والزوجة قد يغلب على الإنسان حتى يترك ما أوجب الله عليه من الصلاة المفروضة أو صلاة الجماعة أو طلب العلم الواجب عليه.