فاجعة ام..ابنى اتقتل وهو فى حضنى
ما بين زفافه ولحظة وفاته مائة يوم، لا تزال والدته تتذكر كيف ارتدى بدلة الزفاف قبل ثلاثة أشهر ونصف وصعد رفقة عروسه إلى شقة الزوجية فى المنزل للمرة الأولى، تتذكر كيف مرت الأيام فى هدوء وطمأنينة قبل أن تتبدل الأحوال بسبب لم تظنه يومًا ليُحدث فى مشادة تتطور إلى خلاف ينتهى على اثره وجود نجلها بين عِداد الأحياء.
« رامى محمد سعيد موسى»، شاب بالكاد بلغ منتصف عامه الخامس بعد الثلاثين، يعرفه أغلب جيران أسرته فى قرية العصلوجى بدماثة الخُلق وحُسن العشرة، فرح الجميع لفرحه وزفافه مطلع شهر أغسطس الماضي، لكن ما أن مرت مائة يوم على زفافه إلا وكان الجميع حاضرًا فى محيط منزل أسرته من جديد، وهذه المرة كانوا يشيعونه قتيلًا إلى قبره ومأواه الأخير، بعدما أنهى جاره حياته بسلاح أبيض (مطواة).
المشهد الأخير
«خلص عليه وهو فى حضني».. كلمات موجعة خرجت على لسان والدة رامى وهى تسرد تفاصيل المشهد الأخير الذى جمعها بنجلها لحظة مقتله، مؤكدةً أن ابنها لم يفعل ما يستحق أن تنتهى حياته هكذا قتيلًا ومُضرجًا بدمائه على يد جارهم، قبل أن تشير إلى أنهم طيلة أكثر من 35 عامًا فى المنطقة لم يُعرف عنهم افتعال ولو مشكلة واحدة.
تستعيد الأم مشهد النهاية، ما جرى وكأنها تحكى تفاصيل واقعة لا تزل أحداثها جارية: «كنا يوم الأربعاء، صحيت بدرى لقيت زوجة ابنى رامى كانت ناشرة الهدوم على الحبل لسه مبلولة، لكن زوجة جارنا كانت نزلت تكنس الشارع تحت البيت والتراب جه على الهدوم اللى زوجة رامى ناشرها، زوجة ابنى عاتبتها لكن جارتنا ردت بصوت عالى وكلام غلط اتسبب فى إن ابنى حاول يتدخل ويرد، لكنى ضربته وسكته».
وأوضحت والدة رامي؛ أن ابنها ثارت حفيظته حين تبادلت الجارة الحديث بغلظة مع زوجته، لكنها -الأم- ضربته وهدأت من روعه: «ابنى كان متضايق لما جارتنا كانت بتكلم مراته بطريقة ضايقته وبصوت عالي، وكان لسه هيرد وبيقول لجارتنا يعنى لو كان غسيلك اللى اتوسخ يرضيكى كده، لكنى ضربته وقولت له أنا هغسل لكم الغسيل تانى وبلاش مشاكل يا ابني».
وأردفت الأم المكلومة قائلة: «الله يرحمه حبيبى سمع الكلام ودخل من البلكونة ومعملش مشاكل»، قبل أن تشير إلى أن ساعات مضت بين نشوب الخلاف فى البداية وبين مشهد النهاية والقتل: «بعدها بشوية رامى نده عليا وقال لى إنه خارج رايح يحلق علشان كان يوم إجازته، ومراته كمان راحت الشغل، لكن حوالى الساعة 2 الظهر كنت قاعدة قصاد البيت على أول الحارة، ابنى كان لسه جاى من بره ووقف جنبى يا دوب دقيقتين، لقيت جارنا (زوج الجارة) نازل من البيت بيجرى وماسك فى إيده مطواة وضرب رامى لغاية ما مات فى إيده».
دخلت الأم المكلومة فى نوبة من البكاء وهى تتذكر تفاصيل نهاية نجلها وقرة عينها، لافتةً إلى أنه كان نجلها البكرى وأقرب ابنائها إلى قلبها، قبل أن تشير إلى أن القاتل لم يتركه إلا جثة هامدة فى حضنها: «بقيت أبكى وأقول للقاتل سيبه واقتلنى أنا بلاش تموته، لكنه فضل يطعن فيه لغاية ما مات فى حضني»، واختتمت حديثها بالتأكيد على أنها لا تزال تذهب عقب صلاة الفجر كل يوم إلى المكان الذى شهد مقتل نجلها، وأنها لا تطلب أكثر من القصاص وتوقيع أقصى العقوبة على المتهم بقتل ابنها.
5 طعنات
تلتقط «خلود» شقيقة المجنى عليه أطراف الحديث من والدتها، لتؤكد على أن جارهم كان مبيتًا لنية القتل: «جارنا فى العادة بيخرج يروح شغله الفجر ويرجع على بعد العصر حوالى الساعة 5، لكن يومها باين مراته كلمته ورجع بدرى وما اتكلمش مع حد، وفضل مستنى لغاية ما رامى رجع ووقف مع والدتى على ناصية الحارة، وقتها جارنا عدى من جنب رامى من غير كلام خالص، وفى لحظة يا دوب لقيناه طلع البيت ونزل ماسك مطوة ضرب بيها أخويا 5 مرات فى ضهره لغاية ما أخويا وقع فى حضن أمي».
استرجعت شقيقة المجنى عليه ما دار وقت المشادة الأولية بين زوجة شقيقها وجارتها: «الباب فى الباب وجارتنا كانت تحت البيت بتكنس، لما حصل الزعيق سكتت بالعافية، لكنها ووقت ما رامى كان نازل رايح يحلق قالت له نهايتك قربت»، لافتةً إلى أن المتهم ارتكب جريمته وعاد ليصعد إلى شقته ويقف فى الشرفة: «المتهم قتل أخويا وطلع وقف فى البلكونة ولا كأنه عمل حاجة ولا قتل روح بنى آدم، وحتى الناس لما كانت بتقول له عملت كده ليه كان بيرد عليهم ويقول لهم أنا كده ارتحت».
وأشارت شقيقة عريس الشرقية المقتول على يد جاره، إلى أن المتهم ذهب بعد ارتكاب جريمته إلى مركز الشرطة وحرر بلاغًا زعم خلاله اعتداء رامى بالضرب على نجله، لكن التحريات اكدت عدم صحة البلاغ وتم إلقاء القبض على المتهم وحبسه على ذمة التحقيقات.
بلاغ الواقعة
البداية كانت بتلقى اللواء محمد صلاح، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد الجمسي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود إشارة من مستشفى الزقازيق الجامعى بوصول المدعو رامى محمد سعيد، 35 عامًا، مُقيم فى قرية العصلوجى التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة الزقازيق، جثة هامدة.
بالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية نشوب خلافات بين زوجة المجنى عليه وبين زوجة أحد جيرانه، بدأت بمشادة بسبب اتساخ ملابس كانت زوجة المجنى عليه قد نشرتها واتسخت بسبب أتربة نتاج كنس الجارة الشارع أسفل البيت فى قرية العصلوجي، وتطور الأمر إلى احتداد المناقشة بين الطرفين، قبل أن تُخبر الجارة زوجها المدعو وليد ع ع ع، 44 عامًا، سائق، مقيم فى قرية العصلوجى التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة الزقازيق، بما حدث.
تحريات رجال المباحث الجنائية أفادت بأن المتهم قد تربص بالمجنى عليه وانتظر عودته إلى منزله، وما أن رآه حتى عاجله طعنًا بواسطة سلاح أبيض (مطواة) كان بحوزته، قبل أن يترك المكان محاولًا الاختباء، لكن جرى ضبطه.
جرى ضبط المتهم وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة على النحو المبين فى التحقيقات، وأرشد عن السلاح المستخدم فى الواقعة، لافتًا إلى أنه قد اعتدى على المجنى عليه بالضرب لأخذ حق زوجته وأهل بيته، على حد قوله.
تحرر عن ذلك المحضر رقم 32383 جنح مركز شرطة الزقازيق لسنة 2022، وبالعرض على جهات التحقيق فى مركز شرطة الزقازيق قررت انتداب أحد الأطباء الشرعيين إلى مشرحة مستشفى الزقازيق الجامعى لأجل تشريح جثة المجنى عليه وبيان سبب الوفاة، وصرحت بتسليم الجثمان إلى ذويه لأجل دفنه عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، وقررت حبس المتهم لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للمجنى عليه، قبل قرار قاضى المعارضات فى محكمة الزقازيق الجزئية بتجديد الحبس لمدة خمسة عشر يومًا إضافية.