الدكرورى يكتب عن صلاة الإستسقاء ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
صلاة الإستسقاء ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثانى مع صلاة الإستسقاء، فيحذر الناس من أسباب العقوبات من المعاصي والشرور وأكل أموال الناس بالباطل والظلم وغير ذلك من المعاصي، ويحثهم على التوبة والاستغفار ويقرأ عليهم الآيات الواردة في ذلك والأحاديث، ثم يدعو ربه رافعا يديه، ويرفع الناس أيديهم يدعون، ويسأل ربه الغوث، ومن ذلك اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ثلاث مرات، اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا غدقا مجلا سحا طبقا عاما نافعا غير ضار، تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا رب بلاغا للحاضر والباد، وهذا من الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركاتك، ويلح في الدعاء ويكرر في الدعاء.
“اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يستقبل القبلة في أثناء الدعاء، ويستقبل القبلة وهو رافع يديه ويكمل بينه وبين ربه وهو رافع يديه ثم ينزل، والناس كذلك يرفعون أيديهم ويدعون مع إمامهم، وإذا استقبل القبلة كذلك هم يدعون معه، بينهم وبين أنفسهم ويرفعون أيديهم، ومن السنة أن يحول رداءه في أثناء الخطبة عندما يستقبل القبلة يحول رداءه، وهو أن تجعل ما على الأيمن على الأيسر إذا كان عليه رداء أو بشت وإن كان عليه بشت يقلبه، وإن كان ما عليه شيء كالغترة يقلبها، وقال العلماء عن ذلك هو تفاؤل بأن الله تعالى يحول القحط إلى كسب، ويحول الشدة إلى الرخاء، لأنه جاء في حديث مرسل عن محمد بن علي الباقر.
“أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حول رداءه ليتحول القحط”، يعني: تفاؤل، وقد ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد “أن النبي صلى الله عليه وسلم، حول رداءه لما خرج، أى لما صلى بهم صلاة الاستسقاء” والسنة للمسلمين كذلك، أما في خطبة الجمعة فلم يحول رداءه عليه الصلاة والسلام، دعا واستغاث وهو في خطبة الجمعة، وكان ذلك في ضمن دعائه عليه الصلاة والسلام، والاستغاثة تكون في خطبة الجمعة وتكون في خطبة العيد وتكون في غير ذلك، ويستسقي ولو جالسا في البيت أو في السوق لا بأس، وكذلك أيضا دعاء الاستسقاء مطلوب من الفرد والجماعة، ولكن إذا صلى بهم ركعتين خرج بهم إلى الصحراء وصلى بهم ركعتين كالعيد.
فإنه يخطب بعد ذلك ويدعو ويحول رداءه كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، عند استقباله القبلة، ويجوز أن يخطب قبل ذلك، أى قبل الصلاة، ثم يصلي بعد، فقد جاء هذا وهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء أنه خطب قبل الصلاة وجاء أنه خطب بعد الصلاة، وبعد الصلاة كالعيد وقبل الصلاة كالجمعة وكل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فقد فعل هذا وهذا عليه الصلاة والسلام، والمقصود هو الدعاء والضراعة إلى الله تعالى ورفع الشكوى إليه عز وجل في إزالة القحط والشدة وفي إنزال المطر والغوث منه سبحانه وتعالى، وقد جاء في بعض الأحاديث أنه ركع ثلاث ركوعات وبعضها أربع ركوعات وبعضها خمس ركوعات، لكن الأصح والأرجح عند المحققين من أهل العلم.
أنه صلى ركعتين بركوعين فقط، بركوعين وقرائتين وسجدتين هذا هو الأصح، وهذا هو أصح ما جاء في هذا كما تقدم، فصلى ركعتين، ثم قرأ التحيات وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا، ثم لما سلم خطب الناس وذكرهم، وبين لهم أحكام الاستسقاء وبين لهم عقوبات الذنوب والحذر منها، وبين لهم أنه ينبغي لهم الصدقة والإحسان والإكثار من ذكر الله واستغفاره، وهكذا ينبغي لأئمته، والخطباء أن يذكروا الناس وينبهوهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يصلي الإمام بالناس ركعتين في وقت يكون لا يتواجد الماء أى فى جفاف، ولا يكون وقت الكراهة، ويجهر في الأولى بالفاتحة، وسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بالغاشية، وقلنا أن صلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد تماما.