كُل شيء كان مثاليًا

كُل شيء كان مثاليًا

 

بقلم / محموددرويش

 

كُل شيء كان مثاليًا ، القمر كان

قد وصل لطور الكَمال ، عُشب

الملعب كان يلمع كفتاة قضت

وقتها تتزين لمُلاقاة حبيبها

الغائب مُنذ فترة بعيدة

 

كانَت ليلة السابع والعشرين هي

أهم وأشهر فصول الرواية،

النِزال الذي سيعلوَ بأحدهم

للأعلى في سماءٍ مفتوحة بلا

حدود ، ويهوي بالآخر في

أخاديد الأرض السابعة مَهزومًا

مدحورًا مقصيًا مقهورًا.

 

كُنت أتأهّب نفسيًا ، إما سأرقص حدّ الجنون ، أو سأعتزِل كُرة القدم وأمحيها من ذاكرتي للأبَد.

 

مِثل هذه النهائيات تُكسَب لا تُلعب ، فـاما وإما وبينَ الأولى والثانية مسافاتٌ شاسعة وفروقٌ واسعة وتفاصيل تـؤتى على الرحبِ والسعة.

 

قصص الحُب عادةً تبدأ في نوڤمبر ، والأميرة السمراء عصَت واستعصَت في نهائيين بسيناريوهات دراماتيكيّة ، والشوالي الذي احتفوا به بـ “اضرِب يا بدري” كانَ على موعدٍ مع أشهر تعليقاته وأكثرها خلودًا بالذاكرة والوجدان.

 

لحظة الصمت الهادئة لم تكن سوي مُقدمة لعاصفة فرحة عارمة ضربت مقاهي وشوارع وبيوت بلاد الكنانة ، عاصفة جعلت صيحات النصر تخرج من كل بقعة في البلاد كــحِمَم بُركانية ثارت في باطن البُركان ثم خرجت مُنفجرة من فوهته، الخامسة والثمانون وخمسة وأربعون ثانية، موعِد تغيّر التاريخ، أفشة يضرب قذيفة مُدوية تسكُن شباك أبو جبل ، منحت الأهلي أغلى أميرة ، هدف بطعم الحرية لسجين طالع سجنه، كرشفة ماء بعد طولِ ظمأ ، كدخول جنة الأرض بعد الاكتواء بنيرانها ، قاضيّة بجمال همسات العُشاق وأنين المُحبين.

 

قفزت فرحًا، كنت أركُض كمَن فقد السيطرة، نسر الأهلي يُحلّق، فلا قوس ولا سهم ولا ميت ولا عقبة ولا أي شيء إلا الأهلي.

 

ذكرى تتزامن مع ولاية الخطيب الثانيـة، ذكرى ستظَل دومًا في البال والخاطر ، ذكرى عودة قانون الغابة لحُكم المُستديرة، والغابة تقتضي وجود ملك ولا ملك إلا الأهلي!

 

سُلمت الأميرة الذهبية لبطلها وفوقهما القمر المُكتمل يُبارك جمعهما السعيد مُعلنًا ان لـ أفريقيا كبيــــــــــــــــــــــر واحد، غنــي عـن التعــريـف

ختامًا : صوت الشوالي يدور بالبال فيشفي صدور أقوام ويُنغِّص آلام آخرين ، وآلامكم معنا لن تنتهي أبدًا