الدكرورى يكتب عن المختار بن أبى عبيد الثقفى “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
المختار بن أبى عبيد الثقفى “جزء 2″
ونكمل الجزء الثانى مع المختار بن أبى عبيد الثقفى، وكان أبوه هو أبو عبيد بن مسعود الثقفي، وهو صحابي، وقد أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أولاده هم المختار، وصفية وجبر، وقد قُتل هو وابنه جبر في موقعة الجسر، وقد تزوج أبو عبيد بن مسعود من دومة بنت عمرو بن وهب، وكان قبل تزوجه إياها يختار نساء قومه فرأى في منامه قائلا يقول له تزوج دومه، فإنها عظيمة الحومه، لا يسمع فيها من لائم لومه، فتزوجها، فأنجبت له المختار، وتزوج أيضا من عاتكة أو عليلة بنت أَسيد بن أَبِي العيص فأنجبت له صفية، وقيل إِن الخليفه عمر بن الخطاب قد استعمله سنة ثلاث عشرة للهجره، وسيَّره إِلى العراق في جيش كثيف، وكان فيهم جماعة من أَهل بدر، وإِليه ينسب الجسر المعروف بجسر أَبي عُبيد.
وقد قُتل هو وابنه جبر بن أبي عبيد في صدر خلافة عمر بن الخطاب يوم الجسر فى العام الثالث عشر من الهجره، ويعتبر بعض السنة أن المختار يظهر التشيع ويبطن الكهانة، وأنه الكذاب المقصود بالحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول ” إن في ثقيف كذابا ومُبيرا ” كما يعتبرونه صاحب مذهب الكيسانية، ويروون عن رفاعة القباني بأنه دخل على المختار يوما، فألقى المختار له وسادة، وقال ” لولا أن أخي جبريل قام عن هذه لألقيتها لك” وقيل لابن عمر رضى الله عنهما، وكان زوج أخت المختار وصفيه، أنه قيل له بأن المختار يزعم أن الوحي يأتيه، فقال بن عمر لقد صدق الله تعالى فقال فى كتابه الكريم “ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون”
وكذلك يروون عن أنيسة بنت زيد بن أرقم أن أباها دخل على المختار فقال له المختار يا أبا عامر لو سبقت رأيت جبريل وميكائيل فقال له زيد حقرت وتعست أنت أهون على الله من ذلك كذاب مفتر على الله ورسوله، وقال أبو داود الطيالسي، حدثنا قرة بن خالد عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد قال، كنت ألصق شيء بالمختار الكذاب، قال، فدخلت عليه ذات يوم فقال، دخلت وقد قام جبريل قبل من هذا الكرسي، قال، فأهويت إلى قائم السيف لأضربه حتى ذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إذا أمن الرجل الرجل على دمه ثم قتله رفع له لواء الغدر يوم القيامة ” فكففت عنه، وأما عن عمر بن سعد الذى قتله المختار الثقفى.
فهو عمر بن سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو حفص القرشي الزهري، وقد ولد في المدينة المنورة، وسكن الكوفة، وكان مع أبيه بدومة وأذرح حين حكم الحكمان، وهو الذي حرض أباه على حضورها ثم إن سعدا ندم فأحرم بعمرة من بيت المقدس، وقال خليفة بن خياط، هو عمر بن سعد بن مالك، وكانت أمه هى السيده مارية بنت قيس بن معد يكرب بن الحارث بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية، من كندة، وهو يكنى أبا حفص، وقد قتله المختار بن أبي عبيد سنة خمس وستين من الهجره، وقد قال يحيى بن معين، أنه ولد عمر بن سعد فى العام الذى مات فيه عمر بن الخطاب، وعن مجمع التيمي، قال كانت لعمر بن سعد إلى أبيه حاجة، قال.
فانطلق فوصل كلاما ثم أتى سعدا فكلمه به، فوصله بحاجته فكلمه بكلام لم يكن يسمعه منه قبل ذلك، فلما فرغ قال له سعد، أفرغت يا بني من حاجتك؟ قال نعم، قال ما كنت أبعد من حاجتك منك الآن، ولا كنت فيك أزهد مني الآن، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” يكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها ” وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص، أن أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرقهم اشترى لهم ماشية ثم خرج فاعتزل فيها بأهله على ماء يقال له قلها، قال، وكان سعد من أحد الناس بصرا فرأى ذات يوم شيئا يزول فقال لمن تبعه ترون؟ قالوا نرى شيئا كالطير قال، أرى راكبا على بعير ثم قال أرى عمر بن سعد قال، اللهم إنا نعوذ بك من شر ما جاء به فسلم عليه ثم قال لأبيه…؟؟