الدكرورى يكتب عن المختار بن أبى عبيد الثقفى “جزء 3”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
المختار بن أبى عبيد الثقفى “جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع المختار بن أبى عبيد الثقفى، قالوا نرى شيئا كالطير قال، أرى راكبا على بعير ثم قال أرى عمر بن سعد قال، اللهم إنا نعوذ بك من شر ما جاء به فسلم عليه ثم قال لأبيه، أرأيت أن تتبع أذناب هذه الماشية بين هذه الجبال وأصحابك يتنازعون في أمر الأمة؟ وقال سعد بن أبي وقاص، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” ستكون بعدي فتن ” أو قال ” أمور، وخير الناس فيها الغني الخفي التقي ” فإن استطعت يا بني، أن تكون كذلك فكن، فقال له عمر، أما عندك غير هذا؟ فقال لا يا بني، فوثب عمر ليركب ولم يكن حط عن بعيره فقال له سعد، أمهل حتى نغديك قال لا حاجة لي بغدائكم فقال سعد، فنحلب لك فنسقيك قال، لا حاجة لي بشرابكم ثم ركب فانصرف مكانه.
وأما عن عبيد الله بن زياد بن أبيه، وكان يلقب بأبي حفص، وهو والي العراق ليزيد بن معاوية، وقد ولي البصرة سنة خمسه وخمسين من الهجره، وكما ولي خراسان، وقد قتله إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي سنة سبعه وستين من الهجره، في معركة الخازر، وكان عندما ولي خراسان كان عمره اثنين وعشرين سنة وسار بجيش مكون من عشرين ألف جندي على الأبل فأفتتحوا بيكند، ونسف، ورامدين، وهي حاميات مملكة بخارى وكان معه زياد بن عثمان الثقفي والمهلب بن أبي صفرة الأزدي في فتوحاته، وقد ولي ابن زياد البصرة سنة خمسه وخمسين من الهجره، أيام معاوية بن أبي سفيان، وقد ولي خراسان، فكان أول عربي قطع جيحون، وفتح بيكند وغيرها وقد أرسله أبيه ففتح سجستان وزابل وكابول وقهستان.
وقد ولى يزيد بن معاوية، ابن عمه عبيدالله على البصرة والكوفة ليقضي على ثورة آل البيت وقضى عليها وصار حاكم عليها حتى موت يزيد، وبعد موت يزيد وتولي معاوية بن يزيد الخلافة على دمشق وابن الزبير على كل العالم الإسلامي، وقد فر عبيدالله إلى دمشق وكان ذلك مع عمرو بن الحجاج الزبيدي المذحجي، وقد قتل عبيد الله بن زياد سنة سبعه وستين من الهجره، على يدي إبراهيم بن الأشتر النخعي، الذي كان قد خرج من الكوفة في ذي الحجة من عام سته وستين من الهجره، قاصدا ابن زياد في أرض الموصل، فالتقيا بمكان يقال له الخازر بينه وبين الموصل خمسة فراسخ، فباغت ابن الأشتر جيش ابن زياد، وأخذ يحرض جنده قائلا ” هذا قاتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جاءكم الله به وأمكنكم الله منه اليوم.
فعليكم به ، فإنه قد فعل في ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لم يفعله فرعون في بني إسرائيل، هذا ابن زياد قاتل الحسين الذي حال بينه وبين ماء الفرات أن يشرب منه هو وأولاده ونساؤه، ومنعه أن ينصرف إلى بلده أو يأتي يزيد بن معاوية حتى قتله، ويحكم، اشفوا صدوركم منه، وارووا رماحكم وسيوفكم من دمه، هذا الذي فعل في آل نبيكم ما فعل، قد جاءكم الله به ” وأما عن حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي، وهو من أفراد جيش عمر بن سعد، وقاتلُ عبد الله الرضيع ابن الحسين في معركة كربلاء، وكان عبد الله ابن الحسين، وهو ما يزال رضيعا في شدة العطش بعدما حُوصروا وحُرموا من الماء، فذهب به الحسين لجيش ابن سعد فقد ورد أنه خاطبهم قائلا “يا قوم قتلتم أخي وأولادي وأنصاري.
وما بقى غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشا، فإن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل، فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم من قوس حرملة بن كاهل الأسدي فذبح الطفل من الوريد إلى الوريد، فجعل الحسين يتلقى حتى امتلأ كفه ورمى به إلى السماء” ويقال عنه أنه رمى الحسين بن علي، رضى الله عنه بسهم مثلث الشعب وكان الحسين يمسح الدم عن وجهه بعدما أصيبت جبهته بحجر، فاستقر السهم في قلبه مما أدى إلى انهيار جميع قواه بعدما أخرج السهم من وراء ظهره ، كما انه قتل عبد الله بن الحسن بن علي، بسهم وهو عند عمه الحسين يقيه من الأعداء فذبحه، ويقال عنه أنه حمل رأس العباس بن علي بن ابي طالب على الرمح اثناء مسير اهل بيت الحسين من كربلاء إلى الكوفة.