تكدس الناقلات في تركيا تعرقل خطة حرمان روسيا من عائدات النفط
أصبحت تركيا حجر عثرة أمام خطة دولية معقدة لحرمان روسيا من عائدات النفط في زمن الحرب مع استمرار ارتفاع عدد الناقلات التي تنتظر الخروج من البحر الأسود عبر مضيقين تركيين.
ورفضت أنقرة إلغاء قاعدة فحص التأمين الجديدة التي طبقتها في بداية الشهر على الرغم من تعرضها على مدى أيام لضغوط من مسؤولين غربيين.
وقالت وكالة الشحن تريبيكا أمس الجمعة، إن عدد ناقلات النفط التي تنتظر في البحر الأسود لعبور مضيقي البوسفور والدردنيل ارتفع إلى 28.
واتفقت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا على منع مقدمي خدمات الشحن، مثل شركات التأمين، من المساعدة في تصدير النفط الروسي ما لم يتم بيعه وفقا لسقف سعري حددوه للخام الروسي بهدف حرمان موسكو من إيرادات النفط في وقت الحرب.
وقالت هيئة الملاحة البحرية التركية إنها ستواصل منع ناقلات النفط التي لا تحمل خطابات التأمين المناسبة من دخول مياهها.
وأوضحت شركات التأمين الغربية، أنها لا يمكنها تقديم الوثائق التي تطلبها تركيا لأنها قد تتعرض لعقوبات إذا تبين أن شحنات النفط التي تغطيها بيعت بأسعار تتجاوز السقف السعري.
وأضافت هيئة الملاحة أنه في حالة وقوع حادث لسفينة تنتهك العقوبات فمن المحتمل ألا يغطي صندوق عالمي معني بتسرب النفط تكلفة الأضرار.
وقالت في بيان “(من) المستبعد بالنسبة لنا أن نخاطر بعدم تحمل شركة التأمين لمسؤوليتها عن التعويض”، مضيفة أن تركيا تواصل المحادثات مع الدول الأخرى وشركات التأمين.
وأفادت بأن الغالبية العظمى من السفن المنتظرة قرب المضيقين تابعة للاتحاد الأوروبي وتتجه كمية كبيرة من النفط الذي تحمله إلى موانئ الاتحاد وهو ما يثير استياء حلفاء أنقرة في الغرب.
وأوضحت هيئة الملاحة التركية أن أنقرة تخطط للسماح لثماني ناقلات لا تمتلك وثائق تأمين الحماية والتعويض ولا تزال تنتظر في بحر مرمرة بعبور مضيق الدردنيل من مياهها، وقال البيان إن هذه الناقلات ستتم مرافقتها حتى عبورها مضيق الدردنيل بموجب إجراءات إضافية بعد إغلاق المضيق أمام حركة الملاحة البحرية.
وقال مصدر ملاحي إنه كان من المقرر عبور أربع ناقلات مضيق الدردنيل يوم السبت برفقة زوارق بعد فترة من الانتظار.
وأضاف البيان أن ناقلة نفط ترفع العلم التركي حصلت على خطاب تأمين الحماية والتعويض من شركة تأمين دولية تابعة للمجموعة الدولية لأندية الحماية والتعويض بعد أن طلبت تركيا لأول مرة خطابات تأمين من ناقلات النفط.
ووفقا للبيان، فإن الناقلة عبرت مضيق البوسفور يوم الجمعة.
ويتسبب تكدس السفن في صعوبات متزايدة في أسواق النفط والناقلات، وتتجه ملايين البراميل من النفط يوميا باتجاه الجنوب من الموانئ الروسية عبر مضيقي الدردنيل والبوسفور في تركيا إلى البحر المتوسط.
وتحمل معظم الناقلات المنتظرة في البوسفور نفطا من كازاخستان، وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين يوم الخميس إن الإدارة الأمريكية لا ترى مبررا لتطبيق الإجراءات التركية الجديدة على تلك الشحنات.
وأضافت أن واشنطن لا ترى سببا للاعتقاد أن روسيا ضالعة في قرار تركيا منع مرور السفن.
وقالت المفوضية الأوروبية، إن التأخيرات غير مرتبطة بالسقف السعري وإن تركيا يمكنها مواصلة التحقق من وثائق التأمين “كما كان يتم في السابق بالضبط”.
وذكر متحدث لرويترز “لذلك نجري اتصالات مع السلطات التركية للحصول على توضيحات ونعمل على حل الوضع”.
وحافظت تركيا على علاقاتها الجيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا بعد الغزو الروسي في فبراير، ولعبت أنقرة دورا رئيسيا في التوصل إلى اتفاق دعمته الأمم المتحدة في يوليو للإفراج عن صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
لكن العلاقات بين أنقرة وواشنطن الحليفتين في حلف شمال الأطلسي شهدت توترا في بعض الأحيان مع تجديد تركيا الشهر الماضي دعواتها للولايات المتحدة بوقف دعم القوات الكردية السورية.
وفرضت إدارة بايدن عقوبات على رجل الأعمال التركي البارز صدقي أيان ومجموعة شركاته ووجهت إليه اتهامات بتيسير بيع النفط والتورط في غسيل الأموال لصالح الحرس الثوري الإيراني.