الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة “جزء 12”

الدكرورى يكتب عن الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة “جزء 12”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء الثانى عشر مع الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة، وقال عبد الله، إن أعلم أهل المدينة بالفرائض هو على بن أبي طالب، وقال ابن عباس، أعطي علي تسعة أعشار العلم وأنه لأعلمهم بالعشر الباقي، وعن السيده عائشة رضي الله عنها قالت ” من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ فقيل علي بن أبي طالب، قالت، أما إنه أعلم الناس بالسنة” وروي أنها رضى الله عنها، قالت “أعلم من بقي بالسنة” وقال مسروق، انتهى العلم إلى ثلاثة، عالم بالمدينة وعالم بالشام وعالم بالعراق، فعالم المدينة هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعالم العراق هو عبد الله بن مسعود، وعالم الشام هو أبو الدرداء، فإذا التقوا سأل عالم الشام وعالم العراق عالم المدينة ولم يسألهما.

وقد روى حارثة بن مضرب “أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الكوفة، أما بعد فإني قد بعثت إليكم عمارا أميرا وعبد الله قاضيا ووزيرا، وإنهما من نجباء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وممن شهد بدرا، فاسمعوا لهما وأطيعوا فقد آثرتكم بهما على نفسي” وعن عمر أنه قال فيه، أما إنه أطولنا فوقا، كنيف ملئ علما، وروى أبو البختري أن عليا كرم الله وجهه قيل له، أخبرنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال، عمن تسألوني؟ قالوا عن عبد الله، قال “علم القرآن والسنة” وروى يزيد بن عميرة قال، لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له، يا أبا عبد الرحمن أوصنا، قال، التمسوا العلم عند أربعة، عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي.

وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام، وسئل ابو موسى الأشعري عن مسألة فقال للسائل، آتيت ابن مسعود، فجاء إليه فأفتاه، ثم قال، فأتيت أبا موسى وأخبرته فقال، لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم، وقال علقمة، قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء فسألته فقال تسألوني وفيكم عبد الله بن مسعود؟ وفي الحديث ” قال وبعث كل واحد منهما على مخلاف، قال، واليمن مخلافان، ثم قال “يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا” فانطلق كل واحد منهما إلى عمله” والحديث بتمامه في صحيح البخاري، وكان بعث أبي موسى الأشعرى، إلى اليمن بعد الرجوع من غزوة تبوك، وقال أنس بن مالك “بعثني الأشعري إلى عمر رضي الله عنهما، فأتيته فسألني عنه فقلت.

تركته يعلم الناس، فقال أما أنه كيس فلا تسمعها إياه” وقال أبو البختري، سئل علي بن أبي طالب عن أبي موسى فقال صبغ في العلم صبغة لما أجابت في الغسل من الإكسال، فقال أبو موسى لا أسأل عنه أحدا بعد هذا اليوم، وقال عمر رضي الله عنه في ذلك، من خالف بعد هذا جعلته نكالا، وقال قبيصة بن ذؤيب، كان عروة بن الزبير يغلبنا بدخوله على السيده عائشة رضى الله عنها، وكانت السيده عائشة أعلم الناس، ويسأل الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عروة بن الزبير، كانت عائشة أعلم الناس بالحديث، وأعلم الناس بالقرآن، وأعلم الناس بالشعر، ولقد قلت قبل أن تموت بأربع سنين، لو ماتت عائشة لما ندمت على شيء إلا كنت سألتها عنه.

وقال مسروق وقد سئل عن عائشة، هل كانت تحسن الفرائض؟ فقال لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض، وقد نقل الزركشي عن ابن برهان قوله “أما الصحابة فلا شك أن الفقهاء المشهورين منهم من أهل الاجتهاد، وأساميهم معلومة في التواريخ، ولا شك في كون العشرة من أهل الاجتهاد، وكذلك من انتشرت فتاويه، كابن مسعود وعائشة وغيرهم، فإنهم كثرت فتاويهم، ونقل عن الحنفية أنهم قالوا أبو هريرة، وابن عمر، وأنس، وجابر ليسوا فقهاء، وإنما هم رواة أحاديث، وهو باطل، فإن ابن عمر أفتى في زمن الصحابة، وتأهل للإمامة فزهد فيها، وأبو هريرة ولي القضاء، وأنس وجابر أفتيا في زمن الصحابة.