وإذآ آلمـوءود‏‏ه سـئلت بآى ذنب قتلت.. 

وإذآ آلمـوءود‏‏ه سـئلت بآى ذنب قتلت.. 

بقلم إيمان الشيخ

وإذآ آلمـوءود‏‏ه سـئلت بآى ذنب قتلت..

حقيقةً أنى بدأت حديثي بكلام الله بل وعنونت به لسببين، الأول أنه كلام الله فلا ملجأ منه إلا إليه والسبب الآخر وهو موافقة الآية الكريمة لموضوع الحديث فالموءودة هى الطفلة التى كانت تُقّتل بدون ذنب فى الجاهلية فمجرد أن تلد الزوجة ويتأكد الأب أن المولودة بنت وإذا به يأخذها ويهيل عليها التراب حتى تتوارى عن الأنظار وتقابل خالقها بلا أى ذنب كل ذنبها أنها أنثى يقول الحق سبحانه وتعالى وهو خير وأصدق القائلين بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ(58)يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ)(59) صدق الله العلى العظيم، كما نرى القرءان فيه لكل داء دواء وفيه الحكمة والموعظة الحسنة فلا عجب إذ ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى وكتاب الله منهج وحياة، ومما لا شك فيه أن هذه الواقعة مطابقة تماما لحادثة سمع عنها وقرأ عنها الجميع وهى قصة الفتاة التى قتلت نفسها بتناول حبوب الغلال،فتاة فى السابعة عشر من عمرها فى عمر الزهور تنهى حياتها من هول ما رأت وقسوة ما تعرضت له من ظلم، الظلم الذى لا يقل  قسوة عن الوأد، ظلم المجتمع بتنمره وجريه وراء الشائعات والفضائح وتداوله لها بدون أدنى خجل أو رحمة أو حياء، المجتمع الذى سمح لصور عارية أن تتداول وتنتشر فلو كان هناك مثقال ذرة من رحمة لوئِدَتْ الصور وليست الفتاة وقُتِلت الجريمة فى مهدها،

ظلم الأهل الذين تخلوا ووضعوا أصابعهم فى آذانهم وتعنتوا وابتعدوا وتركوها تتجرع الأمرين وتواجه  مجتمع ظالم بمفردها، ظلم إثنين أقل ما يقال عنهما أنهما ذئاب والذئاب منهما براء، سمحا لأنفسهما أن يقتبسا صورا خاصة والتلاعب فيها بدون أدنى تفكير عن ما قد يحدث جراء فعلتهما، حيث أنهما لم يفكرا ولم يضعا فى حساباتهما ولو مجرد إفتراض أن الفتاة حرة شريفة حيية ولن تتحمل ما سيحدث وخططا لأغراض دنيئة تكمن بداخلهما ونفذا بلا ضمير ولا رحمة وكانت النتيجة ردة فعل من الفتاة غير متوقعة وهى إنهاء حياتها تاركة للمجتمع وصمة عار لا يمحوها الزمن، وصمة عار تعتلى وجه مجتمع ظالم متعفن يعشق الفضائح ويجرى وراءها مهرولا، فهنيئا لهذه الفتاة دفاعها عن شرفها وعزتها وكرامتها هنيئا لها إنتصارها على مجتمع فاسد، هنيئا لها زفاف روحها إلى بارئها فهو مؤكدا أكرم وأحن عليها من بطن إحتضنتها، وإنى لأتقدم للإنسانية بخالص العزاء فى روح فارقت جسد وهى تبحث عنها فلم تجدها، فارقت الحياة وهى تبحث عن الإنسانية، تبحث عن الرحمة، تبحث عن عين رقيقة وقلب حانى فلم تجد، كما أتوجه إلى السيد النائب العام مناشدة إياه أن ينظر للقضية بمنظور مختلف وهو منظور الثأر والإنتقام لهذه الفتاة من جميع من ظلمها ملقية على كاهله عبء المسؤولية كاملة، مسؤولية روح أُزهقت بلا ذنب إقترفته ولا إثم إرتكبته غير أنها وليدة مجتمع فاسد وإبنة لظروف قاسية وضمائر ميتة متعفنة وأذكره بقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ♕ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة:(178-179).

صدق الله العلى العظيم.

أما أنتى فارقدى بسلام بنيتى فلكى رب حرم الظلم على نفسه وحرمه بين عباده أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لكى ويتجاوز عما فعلتى فهو نعم المولى ونعم النصير.