الدكرورى يكتب عن حياة الخضر عليه السلام ” جزء 25″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
حياة الخضر عليه السلام ” جزء 25″
ونكمل الجزء الخامس والعشرون مع حياة الخضر عليه السلام، كذلك اختيار الرفقة في السفر مثلما اختار موسى عليه السلام يوشع بن نون وأيضا اختيار الرفقة الصالحة التي تعين وتذكر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستعانة في طلب العلم والصبر عليه بقول نبى الله موسى عليه السلام” ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا” كذلك وجوب إنكار المنكر في كل زمان ومكان، صح أن موسى أخطأ في إنكار القتل، لكن قتل النفس أمر منكر، فلابد يؤخذ منه درس الإنكار إذا رأى الإنسان منكرا، مقابلة الإساءة بالإحسان لما دخل القرية وهؤلاء اللي أبوا أن يضيفوهما، فقابل إساءتهم بالإحسان، كذلك حسن الأدب مع الله عز وجل.
وأن لا يضاف إليه ما يستهجن من الألفاظ، فانظر ولو أن الأشياء كلها بتقدير الله وخلق الله من الشر والخير، الله عز وجل هو الذي خلقه وقدره، لكن مثل نبى الله إبراهيم عليه السلام لما قال” الذي خلقني فهو يهدين والذي يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين” ما قال وهو الذي يمرضني ويشفين، قال وإذا مرضت، لأن المرض شر في ظاهره، كذلك هنا الخضر عليه السلام كان مؤدبا مع ربه فقال” فأردت أن أعيبها” وذلك في خرق السفينة، لكن لما جاء على الغلام قال” فأراد ربك” أو على الحائط “فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما” أما في قلع السفينة الشر قال “فأردت أن أعيبها” هناك قال فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك.
كذلك انتفاع الآباء بصلاح الأبناء، فإن هذا الرجل كان وكان أبوهما صالحا، كان أبوهما صالحا، صلاح الأب تعدى إلى الأبناء فقيض لهذين الولدين اليتيمين من يحفظ مالهما من الضياع والتلف واللصوص إلى آخره، وكذلك الخبر لا كالمعاينة فإن موسى مع أن الخضر اشترط عليه ذلك، لكن وفي البداية وافق وتحمس، ولكن عندما جاءت الأمور على حقيقتها هنا عرف السبب، ولذلك يبلى الإنسان بأن مثلا ابنه قد مات وهو مثلا بعيد يحزن وكذا، لكن عندما يأتي ويرى جثة ولده أمامه تكون القضية مختلفة، لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح “الخبر لا كالمعاينة، الخبر لا كالمعاينة” لما تعاين الشيء بنفسك غير لما تسمع عنه سماعا.
كذلك استخدام وسائل الإيضاح في عرض الدعوة وتوضيح الأفكار للناس وعرض المفهومات الإسلامية مثل ما استغل الخضر عليه السلام العصفور هذا الذي نقر في البحر، وهنا قال لموسى أن علمي وعلمك في علم الله ولا شيء، لكن استغل هذا العصفور وهذه الصورة فشرح لموسى هذه القضية بهذه الصورة من الإيضاح، كذلك جودة الاعتذار لما قال يوشع بن نون إني نسيت الحوت اعترف بالخطأ، وما أنسانيه إلا الشيطان، وموسى عليه السلام كذلك كان مسلم الأمر لله تعالى لما قال له خذ حوتا، ما قال له حوت كبير، أم حوت صغير، أبيض، أم أسود، كم وزنه وكم طوله وكم عرضه وفين مكانه ومن فين أصيده ومن أين آتى به.
ما فعل مثل ما فعل بنو إسرائيل تأمل الفرق بين موسى في الحوت وبنو إسرائيل في البقرة، ومنه رفق التابع بالمتبوع، لما يوشع قال لا أريد أن أوقظ موسى عليه السلام رفق به تعبان، مع أن يوشع أيضا تاعب، لكن رفقا بسيده أو بمتبوعه وقدوته جعله ينام ويستريح حتى يخبره فيما بعد، كذلك أخيرا لابد أن طلب العلم ليس بالأمر السهل، لابد أن يكون فيه شدة، لابد أن يكون فيه نصب، لابد أن يكون فيه لأواء، لابد أن يكون فيه تعب، مثلما حدث لنبى الله موسى عليه السلام.