بنفس طريقة ريا وسكينة.. جريمة “سالي وعصابتها” تهز الإسكندرية
لا تفصل غير 2.4 كيلو متر فقط هي المسافة التي تفصل بين منزل “ريا وسكينة” بحي اللبان وموقع الجريمة بكرموز، مفارقة غريبة شهدتها حادثة قتل “الحاجة انشراح” التي هزت الشارع السكندري.
لم تكن المفارقة في قرب المكان فقط، بل في سير الجناة على خطى أشهر سفاحتين في تاريخ مصر، في سرقة المشغولات الذهبية، وقتل الضحية بكتم الأنفاس، ليبقى الفارق هو طريقة التخلص من الجثة.
قبل أيام استيقظ سكان العقار رقم 59 بشارع العمري في كرموز غربي الإسكندرية على فاجعة العثور على جثة جارتهم الحاجة “انشراح عبدالفتاح” 73 عامًا، ممددة بأرضية الشقة سكنها.
دقائق قليلة مرت قبل أن يرن الهاتف في مكتب المقدم شادي عليوة، رئيس مباحث قسم شرطة كرموز، كان البلاغ واضحًا:” وفاة مسنة داخل الشقة سكنها بشارع العمري وهناك شبهة جنائية”.
الذهب والأموال
هرع ضباط مباحث قسم شرطة كرموز إلى موقع الحادث، وأكدت المعاينة صحة البلاغ بوجود شبهة جنائية، بعدما تبين وجود سحجات حول رقبة الضحية وسرقة متعلقاتها ووجود آثار بعثرة بمحتويات الشقة.
وجه اللواء خالد البروي، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، بتشكيل فريق بحث تحت إشراف مدير إدارة البحث الجنائي لكشف غموض الحادث وملابساته وسرعة ضبط الجناة.
مفاجأة كبرى
مفاجأة كبرى أذهلت الجميع بعدما حل رجال المباحث لغز الجريمة ومعرفة هوية القاتل، إذ تبين أن المدعوة “نورهان” وشهرتها “سالي” حفيدة المجني عليها، هي مرتكبة الجريمة رفقة 3 آخرين.
كاميرات المراقبة والشهود أكدوا وجود الفتاة رفقة 3 آخرين في منزل جدتها- في وقت متزامن لحدوث الجريمة- وباستجواب المتهمة ادعت أنها كانت تزور جدتها للاطمئنان على صحتها.
وبمواجهة المتهمة بالأدلة والكاميرات وتضييق الخناق عليها، اعترفت المذكورة بتفاصيل الجريمة التي تعتبر جرس إنذار لتلاشي روابط الدم، وأرشدت عن شركائها والمسروقات.
ماذا حدث؟
تحت وطأ ضائقة مالية استسلمت “نورهان” لشيطانها وحرضت المدعو “ك.الفار” والمدعو “ك. الحكشة” وزوجته “أوشه” على سرقة جدتها، مؤكدة لهم أنها تحتفظ بمشغولات ذهبية ومبلغ مالي- بحسب التحقيقات.
لم يتردد المتهمون في التوجه إلى منزل الحاجة “انشراح عبد الفتاح” لتنفيذ مخططهم الإجرامي وسرقة الضحية، إلا أن الأخيرة شعرت بحركة غريبة داخل الشقة فخرجت من غرفتها لاكتشاف الأمر.
شل المتهمون على الفور حركة المجني عليها وسارعوا إلى كتم أنفاسها حتى فارقت الحياة بعد محاولتها الصراخ، وأكملوا جريمتهم في سرقة المشغولات الذهبية والهاتف المحمول ومبلغ مالي، وفروا هاربين.
سقوط الجناة
جرى استهداف باقي الجناة وألقي القبض عليهم، وأرشدوا عن المسروقات، وقرروا بإنفاقهم باقي المبلغ المالي على متطلباتهم الشخصية، لتقرر النيابة العامة حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق.