الدكرورى يكتب عن نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 1″
لقد اجتمع لنبي الله داود عليه السلام النبوة والمُلك، ومع ذلك كان على أمر عظيم من العبادة والخوف من الله عز وجل، وكان من شدة بكائه كان يعاتب في ذلك فيقول” ذروني أبكي قبل يوم البكاء، قبل تحريق العظام، واشتعال اللحا، قبل أن يؤمر بي ملائكة غلاظ شداد، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون ” وعن الحسن البصري قال “قال نبي الله داود عليه السلام “إلهي لو أن لكل شعرة مني لسانين، يسبحان الليل والنهار، والدهر كله، ما قضيت حق نعمة” وقال نبى الله داود عليه السلام ذات مرة يا رب، هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك مني؟ فأوحى الله عز وجل إليه نعم، الضفدع، وأنزل الله عليه ” اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور”
قال يا رب، كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي، ثم ترزقني على النعمة، ثم تزيدني نعمة نعمة، فالنعم منك يا رب، والشكر منك، فكيف أطيق شكرك يا رب؟ قال الله عز وجل الآن عرفتني يا داود حق معرفتي ” وقال داود عليه السلام إلهي، ما جزاء من عزى حزينا لا يريد به إلا وجهك؟ قال الله عز وجل جزاؤه أن ألبسه لباس التقوى قال إلهي، ما جزاء من شيع جنازة لا يريد بها إلا وجهك؟ قال الله عز وجل جزاؤه أن تشيعه ملائكتي إذا مات، وأن أصلي على روحه في الأرواح، قال إلهي، ما جزاء من تكفل يتيما أو أرملة؟ ” قال الله عز وجل جزاؤه أن أظله في ظل عرشي، يوم لا ظل إلا ظلي، قال إلهي، ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك؟ قال الله عز وجل جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع الأكبر، وأن أقي وجهه فيح جهنم ”
وكان داود عليه السلام يدعو “اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وسمعي وبصري وأهلي، ومن الماء البارد” ومن كثرة بكائه نبت حوله روضة من دموعه، فأوحى الله عز وجل إليه “يا داود، تريد أن أزيدك في ملكك وولدك؟” قال “أي رب، أريد أن تغفر لي ” وروى وهب بن منبه “إن داود صلى الله عليه وسلم لما أصاب الذنب لم يطعم طعاما قط إلا ممن وجد بدموع عينيه، ولم يشرب شرابا إلا ممزوجا بدموع عينيه” وحكى عنه من دعائه “رب، لا صبر لي على حر شمسك، فكيف صبري على حر نارك، رب، لا صبر لي على صوت رحمتك، يعني الرعد، فكيف صبري على صوت عذابك ” فهذا هو نبى الله داود عليه السلام، وأما عن نبى الله هود عليه السلام فإن قوم هود عليه السلام.
هم أول من قاموا بعبادة الأصنام بعدما أهلك الله قوم نوح بالطوفان وهذا سبب ورود قصة هود بعد قصة نبى الله نوح في سور القرآن الكريم، وقوم النبي هود هم قوم عاد وقد كانوا طغاة وأقوياء متمردين يعبدون الأصنام فبعث الله تعالى فيهم نبيه هود عليه السلام ليدعوهم لعبادة الله تعالى وتوحيده وترك ما يعبدون من دون الله، وما كان منهم إلا أنهم قابلوا دعوته بالإنكار والتكذيب والاستكبار، فأنزل الله عليهم عذابه بعدما كان نبي الله هود عليه السلام قد انعزل عنه قومه في حظيرة هو ومن آمن معه، ونبى الله هود عليه السلام، هو هود بن شالح بن أر فخشذ بن سام بن نوح، وقيل هو ابن عبد الله ابن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح وأما عاد فهي قبيلة كانت تسكن الأحقاف.
حيث تقع في بين عُمان وحضرموت في اليمن، ويجدر الإشارة إلى أن هود عليه السلام، هو أحد الأنبياء العرب وهم خمسة أنبياء وهم صالح وهود وشعيب وإسماعيل ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وإن من القصص المشهورة فى القرآن الكريم أيضا هى قصة نبى الله زكريا، عليه السلام، وهو واحد من أشهر أنبياء بنى إسرائيل عليهم السلام، وكانت له تجربة عظيمة مع الدعاء، كان نتيجتها أن الملائكة بشرته بابنه يحيى عليه السلام، وقد ورد اسم النبى زكريا عليه السلام فى القرآن الكريم فى سبعة مواضع، ووردت أحداث قصته فى ثلاث سور قرآنية، هى سورة آل عمران، وسورة مريم، وسورة الأنبياء، وجاءت هذه القصة مفصلة فى سورة مريم أكثر من السورتين الأخريين.