نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 3″

الدكرورى يكتب عن نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع نبى الله إلياس عليه السلام، فدعا الله لهم، فجاءهم الغيث فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر، فسأل الله أن يقبضه إليه، وفقا لما ذكره ابن كثير في تفسيره، وتاريخ الطبري، والذي ينبغي الاهتمام به في هذا الصدد، أن الله سبحانه وتعالى قد بعث نبيه إلياس إلى بني إسرائيل في فترة من الزمن، وكانوا يعبدون صنما وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال “بعلا” يعني رباً، فأنكر عليهم عبادة هذا الصنم، ودعاهم إلى عبادة الله وحده خالق كل شيء، وأخبرهم أنه ربهم ورب آبائهم الأولين، بيد أنهم لم يستجيبوا له فيما دعاهم إليه، ولم ينقادوا له فيما طلب منهم، فتوعدهم الله بعذاب يوم القيامة، ولم يذكر سبحانه لهم عقوبة دنيوية، وقد أخبر سبحانه أن الذين أخلصهم ومنّ عليهم باتباع نبيهم مبعدون عن العذاب.

وأن لهم من الله جزيل الثواب، وإن في ختام القصة ذكر الله سبحانه وتعالى نبيه إلياس عليه السلام بذكر حسن على ما قام به من دعوة بني إسرائيل، وأخبر بأن له تحية من الله، ومن عباده عليه، وأثنى عليه كما أثنى على إخوانه النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهذا ما يفيده نص القرآن الكريم بخصوص قصة هذا النبي الكريم عليه السلام، وما وراء ذلك من أخبار، فإذا قلنا من هو إلياس عليه السلام؟ فهو نبي الله إلياس بن ياسين ونسبه يعود إلى النبي هارون أخي موسى عليهما السلام، وقيل هو النبي إدريس عليه السلام، وكانت بعثة النبي إلياس إلى بني إسرائيل حيث أرسل الله تعالى نبيه إلياس عليه السلام إلى بني إسرائيل ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، وليذكرهم عهد الله الذي نسوه.

فقد تركوا ما أنزل في التوراة واتخذوا من الصنم “بعل” معبودا لهم، وقد كانت بعثة النبي إلياس عليه السلام بعد مهلك حزقيل، وأيضا قد رفض قوم إلياس عليه السلام دعوته إلى الله تعالى وإلى توحيد الله عز وجل، وقد واجه النبي إلياس عليه السلام تعنتا من بني إسرائيل، فلم يستجيبوا له ولدعوته ولم يقبلوا براهينه وحججه عليهم، بل أنكروا عليه رسالته وتمادوا في معصية الله وفي ضلالهم، وأصروا على عبادة الأصنام من دون الله سبحانه وتعالى، وقد أصر بنو إسرائيل على معصية الله وعلى عبادة الأصنام، ولما رأى إلياس عليه السلام عدم استجابتهم ضاق بهم ذرعا وطلب من الله أن يميته ويلحقه بآبائه، إلا أن الله تعالى أوحى إليه أن صلاح الأرض يكون به وبمن يتبعه، فطلب من الله أن يمسك السماء على بني إسرائيل سبع سنوات.

فكان له ما أراد ولكن لمدة ثلاث سنوات فقط، وهذا من رحمة الله بعباده حتى وإن كانوا عصاة، فاستجاب الله تعالى لدعوة نبيه إلياس عليه السلام ومنع عنهم المطر ثلاث سنوات، فحل البلاء على بني إسرائيل وهلك الزرع وماتت الماشية، أما نبي الله إلياس عليه السلام فكانت الطير تنقل له الطعام والشراب، فلما اشتد الأمر على بني إسرائيل لجؤوا إلى نبيهم إلياس عليه السلام وطلبوا منه أن يدعوا الله أن يزيل ما بهم من مصيبة وبلاء، فقال إلياس عليه السلام لبني إسرائيل إن ما نزل بكم من بلاء وما حل بكم من جوع وعطش وما كان من هلاك زروعكم وماشيتكم إنما هو بذنوبكم وخطاياكم، فإن كنتم تريدون أن يرفع الله عنكم البلاء فتوبوا إلى الله وتضرعوا إليه، فقبلوا ذلك، فدعا إلياس عليه السلام ربه.

وطلب لهم المغفرة والفرج فاستجاب له ربه وأغاث بني إسرائيل بالمطر وأحيا بلادهم، وبعد هذه الأدلة والبراهين التي وضعها نبيهم إلياس عليه السلام بين أيديهم وكشف الله سبحانه وتعالى الضر عنهم عاد بنو إسرائيل إلى ما كانوا عليه من عبادة الأصنام وإشراكهم بربهم، ونقضوا عهدهم وأصروا على كفرهم، فلما رأى نبى الله إلياس عليه السلام عصيان بني إسرائيل واستكبارهم دعا الله أن يريحه من بني إسرائيل، فأمره الله أن يذهب في يوم معين إلى مكان معين فيرسل الله له شيئا يركبه، فذهب إلياس واليسع عليهما السلام إلى ذلك المكان فأرسل الله تعالى له فرسا قيل إن لونها كلون النار، فصعد عليها إلياس وصعدت به الفرس وقذف كساءه في الجو ليكون بذلك علامة على استخلاف اليسع عليه السلام، على بني إسرائيل.