نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 6″

الدكرورى يكتب عن نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 6″

ونكمل الجزء السادس مع نبى الله إلياس عليه السلام، وقد أورد ابن عساكر طرقا فيمن اجتمع بإلياس من العباد، وكلها لا يفرح بها لضعف إسنادها، أو لجهالة المسند إليه فيها، ومن أحسنها ما قال أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني بشر بن معاذ، حدثنا حماد بن واقد، عن ثابت قال كنا مع مصعب بن الزبير بسواد الكوفة، فدخلت حائطا أصلي فيه ركعتين، فافتتحت بقول الحق سبحانه وتعالى من سورة غافر ” حم، تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول” فإذا رجل من خلفي على بغلة شهباء، عليه مقطعات يمنية، فقال لي إذا قلت غافر الذنب فقل يا غافر الذنب اغفر لي ذنبي، وإذا قلت قابل التوب، فقل يا قابل التوب تقبل توبتي، وإذا قلت شديد العقاب، فقل يا شديد العقاب لا تعاقبني.

وإذا قلت ذي الطول، فقل يا ذا الطول تطول علي برحمة، فالتفت فإذا لا أحد، وخرجت فسألت مر بكم رجل على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنية؟ فقالوا ما مر بنا أحد، فكانوا لا يرون إلا أنه إلياس، والنبى إلياس عليه السلام هو أحد أنبياء بني إسرائيل، بعث فيهم في فترة كانوا قد تخلوا فيها عن عبادة الله تعالى، إلى عبادة صنم، يقال له “بعل” ويعني “رب” فدعاهم إلياس عليه السلام إلى ترك عبادة ذلك الصنم الذي لا يضر ولا ينفع، وعبادة الله وحده لا شريك، ربهم ورب آبائهم الأولين الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وحذرهم إن لم يستجيبوا إلى ذلك نار جهنم وبئس المصير، فلم ينقادوا له، ولم يؤمنوا بما دعاهم إليه، فتوعدهم الله تعالى بعذاب شديد يوم القيامة، دون أن يتوعدهم بعقوبة في الدنيا.

وقد أخبر الله تعالى بأن الذين آمنوا بدعوة إلياس عليه السلام واتقوا ربهم مبعدون من العذاب الذي سيطال الذين أصروا على عبادة الأوثان دون عبادة الواحد الديان، وبأنهم ناجون إلى جنة عرضها السموات والأرض، وإن معنى اسم إلياس هو اسم علم مذكر، فهو اسم يصلح لتسمية المواليد الذكور دون الإناث، ويعود إلى أصل يوناني، وينطق بالعبري إيليا، أو إلياهو، ومعناه الله الأعلى، وإلهي يهوه، فالاسم عبري لحقت به سين يونانية، كما أنه يطلق على من يعتنقون الإسلام أو المسيحية، حيث ذكر في التوراة “إيليا” وذكر في القرآن الكريم في سورة الأنعام “إلياس” وكما يحمل اسم إلياس معاني أخرى، ومنها نبات ذات أوراق خضراء، تشبه أوراق النعناع ذات رائحة طيبة، أو “إلياس” مشتق من كلمة اليأس، أي انقطاع الأمل والقنوط.

وأما عن حكم التسمية باسم إلياس؟ فلقد سئل العلماء عن حكم التسمية باسم إلياس، فأجاز أكثرهم التسمية بأسماء الأنبياء، لأن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم سمّى ابنه إبراهيم، وقد أخرج البخاري ومسلم كذلك عن أبي موسى الأشعرى أنه ولد له ولد فأتى به النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” فسماه إبراهيم وحنكه بتمره ” وقد سمّى كثير من الصحابة والتابعين أبناءهم بأسماء الأنبياء مثل إبراهيم وموسى ويونس ويوسف وعيسى وإسحاق وغيرهم، إذا فحكم التسمية باسم إلياس جائز ولا حرج فيها فإلياس نبي من أنبياء الله تعالى ورسله، الذين نوه بهم الله تعالى في كتابه العزيز، بقوله تعالى ” وإن إلياس لمن المرسلين ” وقد تسمى به كثير من العرب قديما وحديثا، وممن تسمى به قديما هو جد النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

السابع عشر “إلياس بن مضر بن نزار” وكذلك قيل أن نبى الله إلياس هو من أنبياء بني إسرائيل المذكورين في القرآن الكريم، ويُعتقد أنه هو نفسه إيليا المذكور في العهد القديمن وقد أرسل إلياس إلى أهل بعلبك غربي دمشق، فدعاهم إلى عبادة الله عز وجل، وأن يتركوا عبادة صنم كانوا يسمونه “بعلا” وقيل كانت امرأة اسمها بعل والأول أصح، فكذبوه وقال ابن عباس رضى الله عنهما “إلياس هو عم اليسع” أما ابن كثير فيقول إن إلياس وإلياسين اسمان لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها، ويقال أن النبي إلياس عليه السلام توفي ودفن في بعلبك، ويُوجد مقام ودير للنبي إلياس في البقاع، وقد ذهب بعض العلماء من الصحابة ومن بعدهم إلى أنهما أي إلياس وإدريس، اسمان لنبي واحد.