نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 8″

الدكرورى يكتب عن نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 8″

ونكمل الجزء الثامن مع نبى الله إلياس عليه السلام، وأن هناك قصة في البداية حول رجل صالح كان له بستان بجوار قصر الملك أخاب الذي يقدمه باسم لاجب، وأن الملكة إيزابل كانت تغري زوجها بقتل الرجل والاستيلاء على بستانه، ثم استغلت سفر الملك واتهمت الرجل الصالح بسب الملك وهي جريمة عقوبتها الإعدام، فقتلته واستولت على البستان، فمن هنا كانت بداية اللعنة عليها وعلى زوجها بعبادته بعل وما جرى بعد ذلك من أحداث، وفي هذه القصة نلاحظ أمرين، الأول أن ثمة تركيز على دور إيزابيل وتقديمها باعتبارها المرأة المسيطرة على زوجها المهزوز ضعيف الشخصية، وهو نموذج منتشر في القصص الشعبي، والآخر هو قصة لعنة الطمع، حيث أن تيمة الطمع الذي يقود للهلاك.

نقرأها في بعض قصص الملك الفارسي كسرى أنوشروان الذي علم أن بعض ولاته كان له قصر عظيم فطمع في كوخ لامرأة فقيرة فاستولى عليه فعاقبه الملك بقتله وسلخ جلده، وقال أبو يعقوب الأذرعي، عن يزيد بن عبد الصمد، عن هشام بن عمار قال وسمعت من يذكر عن كعب الأحبار أنه قال إن إلياس اختفى من ملك قومه في الغار، الذي تحت الدم عشر سنين، حتى أهلك الله الملك، وولي غيره، فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم، وقد اختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أرسل إليهم، فقال الطبري أنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن أليعازر بن هارون، وقيل إلياس بن العازر بن أليعازر بن هارون بن عمران.

كما قيل إلياس بن ياسين بن فنجاص بن عنزار ابن النبي هارون، وقيل إلياس بن يس بن فنحاص بن عيزار بن هارون بن عمران، ويؤمن المسلمون برسالة ونبوة إلياس عليه السلام، وقد ذكر العديد من العلماء أن إلياس هو نفسه إيليا، حيث ذكر المجلسي لا يبعد اتحاد إلياس وإليا لتشابه الاسمين والقصص المشتملة عليهما، وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال أول نبي بعث إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل وإسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى وهارون ابنا عمران، ثم إلياس التشبي بن العازر بن هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وقال أبو يعقوب الأذرعي، عن يزيد بن عبد الصمد.

عن هشام بن عمار قال وسمعت من يذكر عن كعب الأحبار أنه قال إن إلياس اختفى من ملك قومه في الغار، الذي تحت الدم عشر سنين، حتى أهلك الله الملك، وولي غيره، فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم، وأسلم من قومه خلق عظيم غير عشرة آلاف منهم، فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم، وقال مكحول عن كعب أربعة أنبياء أحياء، أثنان في الأرض، إلياس والخضر، واثنان في السماء إدريس وعيسى عليهما السلام، وقد قدمنا قول من ذكر أن إلياس والخضر يجتمعان في كل عام، في شهر رمضان ببيت المقدس، وأنهما يحجان كل سنة، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من العام المقبل، ولم يرد بالقرآن الكريم قصة نبى الله إلياس عليه السلام كاملة، ولكن تعددت الروايات حول قصته، ومن ضمن تلك الروايات.

أنه دعا ربه على قومه بعد رفضهم رسالته قائلا “اللهم إن بني إسرائيل قد أبو إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغير ما بهم من نعمتك” فأوحي الله إليه أنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فأمر ملك المدينة بقتله لما كان يدعوهم إلى ترك عبادة الأوثان، فجاء إليه ابن عمه اليسع وقال له “ماذا ستفعل” رد نبي الله إلياس عليه السلام قائلا “سأخرج من هنا لأختبئ فى مغارة فى جبل قاسيون لعل الله يهديهم ويرشدهم إلى سواء السبيل وخرجا سويا متجهين إلى الجبل، فهربا إلى الجبل على أمل أن يهتدى قومهم ويتركوا ما هم عليه من ضلالة، وبعد مرور عشرة سنوات اجاب الله رجاء نبيه الياس عليه السلام، فأهلك الله الملك وولى ملك غيره وعندما علم الياس واليسع بذلك التقيا الملك الجديد لكى يترك عبادة الاله بعل ويعبد الله الواحد.