الدكرورى يكتب عن نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 9″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 9″
ونكمل الجزء التاسع مع نبى الله إلياس عليه السلام، وقد دار حوار كبير بين الملك الجديد ونبى الله الياس عليه السلام حول إسلام الملك وقومه قال له الياس “ايها الملك لقد مات سلفك وهو على ضلالة فهل ينفعه بعل الأن، لقد مات كافرا وفى عنقه ذنب الآلاف الذين تبعوه، فسمع الملك حديث النبى الياس عليه السلام فرق قلبه وانشرح صدره للإيمان فأمن هو وقومه إلا عشرة آلاف منهم وعندما يأس الملك من إيمانهم امر الملك بقتلهم جميعا، وتحمل نبي الله إلياس عليه السلام الكثير من أجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، وخلفه النبى اليسع عليهما السلام فقد اعطاه الله النبوة بعد وفاه الياس ليكمل الطريق الذى بدأه ابن عمه، وإن العبر المستفادة من قصة إلياس عليه السلام.
وهو إن في قصة النبي إلياس عليه السلام العديد من العبر والمواعظ، ومنها، أنه يستفاد من القصة تحذير من معصية الله ومن الشرك به، ووعيد لمن يصر على المعصية بالعذاب الشديد، يستفاد من القصة تذكير الناس بوحدانية الله سبحانه وتعالى، ويستفاد من القصة أن على المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على ما يجده في ذلك، وأن كاشف الضر هو الله وحده، وهو الملجأ الوحيد لعباده، وكذلك فإن من الدروس المستفادة من هذه القصة هو التحلي بالشجاعة والثبات عندما يكون الإنسان على حق، حيث تحدي النبي إلياس الملكة رغم قوتها وظلمها وتحلى بالشجاعة في مواجهتها وكذلك الصبر على الابتلاء من سمة الانبياء.
وكذلك إنه يجوز للأنبياء أن يدعو على قومهم اذا لم يرجعوا عن كفرهم، ولقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء إلى عباده كي يخرجونهم من ظلام الكفر إلى نور الإيمان والتوحيد، ومن بين الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم النبي إلياس، وإن قصة النبي إلياس عليه السلام من قصص الأنبياء الملهمة التي تبين كيف أن الله تعالى قد استجاب لنبيه وخلصه من خبائث بني إسرائيل وكفرهم وإنكارهم لوعودهم بالإيمان، وقد توعد الله لمن يكذبون بالأنبياء جزاء عسيرا، كما ذكر الله النبي إلياس عليه السلام بالذكر الحسن لأنه بذل جهده في دعوة بني إسرائيل إلى التوحيد والإيمان بالله تعالى، وأثني الله عليه وعلى الأنبياء عليهم السلام جميعا، ممن سبقوه ولحقوه بالنبوة.
وإن قصة النبي إلياس عليه السلام كباقي قصص القرآن الكريم، لم يذكرها سبحانه بقصد الإخبار والقص التاريخي، وإنما ذكرها بقصد الاعتبار والاتعاظ، والتحذير مما وقع على الأمم والأقوام السابقين، الذين خالفوا شرع الله، وأعرضوا عن الهدى الذي جاءتهم به الرسل والأنبياء، وقد سيقت قصة النبي إلياس عليه السلام في سورة الصافات ضمن عدد من قصص الأنبياء، بغرض تسلية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مما كان يلاقيه من قومه، وحملت إنذارا وتهديدا لكفار قريش، أن عاقبتهم إذا استمروا على كفرهم وإعراضهم العذاب، وذلك وفق ما جرت عليه سنة الله في مواعدة المعرضين عن ذكره، فالقصة سيقت مساق التحذير والوعيد.
وأن هذه القصة تذكر الناس بأن من أصول الدين أنه لا رب لهم إلا الله، وهذا أول أصول الدين، فالله سبحانه رب آبائهم، فإن آباءهم لم يعبدوا غير الله من عهد آدم عليه السلام، حيث كانوا على دين الفطرة، ولم يطرأ الكفر والشرك عليهم إلا فيما بعد، وفي قصة نبى الله إلياس عليه السلام إخبار بأن الرسول عليه أداء الرسالة فحسب، ولا يلزم من ذلك أن يشاهد عقاب المكذبين لدعوته، ولا هلاكهم وفي هذا رد على المشركين الذين قالوا ” متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ” كما جاء فى سورة يونس، فإن هذا السؤال ظلم منهم، حيث طلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه ليس له من الأمر شيء، وإنما عليه البلاغ والبيان للناس.