نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 10″

الدكرورى يكتب عن نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 10″

ونكمل الجزء العاشر مع نبى الله إلياس عليه السلام، وكما جاء فى سورة يونس، فإن هذا السؤال ظلم منهم، حيث طلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه ليس له من الأمر شيء، وإنما عليه البلاغ والبيان للناس، وأما حسابهم وإنزال العذاب عليهم فمن الله تعالى، ينزله عليهم إذا جاء الأجل الذي أجله، والوقت الذي قدره، والموافق لحكمته الإلهية، فإذا جاء ذلك الوقت لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وقد قال تعالى في هذا المعنى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم كما جاء فى سورة غافر ” فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون” وإن المتحصل من هذه القصة القرآنية، هو الدعوة إلى التمسك بعبادة الله الواحد الأحد، ونبذ ما سواه من المعبودين.

سواء أكانوا حجرا أم بشرا، وإنذار المشركين بالله أن العذاب آتيهم لا محال، إن لم يأتهم عاجلا، فهو بالتأكيد آتيهم أجلا والله تعالى يقول كما جاء فى سورة الأحزاب ” والله يقول الحق وهو يهدي السبيل” ويقول رب العزه سبحانه وتعالى “ياعبادى، انما هى أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه” وقال عباد لى يلبسون للناس مسوك الضأن، وقلوبهم أمر من الصبر، وألسنتهم أحلى من العسل، يختلون الناس بدينهم، أبى يغترون، أم على يجترئون ؟ فبى أقسمت لألبسنهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران” وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال”جلس جبريل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلي السماء.

فإذا ملك ينزل فقال جبريل إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة، فلما نزل قال يا محمد أرسلني إليك ربك، قال أفملكا نبيا يجعلك، أو عبدا رسولا؟ قال جبريل تواضع لربك يا محمد، قال بل عبدا رسولا” وعن رب العزة انه تعالى أوحى الى موسى “ياموسى ارضى يكسرة خبز من شعير تسد بها جوعتك، وخرقة توارى بها عورتك، واصبر على المصيبات واذا رأيت الدنيا مقبلة فقل انا لله وانا اليه راجعون عقوبة عجلت فى الدنيا واذا رأيت الدنيا مدبرة والفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين” وسبحانه يقول يوم القيامة “أدنوا منى أحبائى فتقول الملائكة من أحباؤك ؟ فيقول فقراء المسلمين، فيدنون منه، فيقول أما انى لم أزو الدنيا عنكم لهوان كان بكم على.

ولكن أردت بذلك أن أضعف لكم كرامتى اليوم فتمنوا على ماشئتم اليوم فيؤمر بهم الى الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا، فكم تمر على المسلم الأعوام والحال هو الحال لا يتغير ولا يتبدل عما هو فيه من غفلة وقسوة في القلب ومعاص بلغت عنان السماء، وإن من أعظم المخاطر على دين العبد هو السَّير وراء حب هذه الدنيا الفانية بدون ضوابط شرعية ولا قيود دينية، وإن من أشد الفتن على المسلم هو التكالب على متاع هذه الحياة الزائلة، وجعلها الغايةَ والهدف بحد ذاته دون رقابة إيمانية، ومراعاة لأحكام إسلامية، وإن من الفتن الخطيرة على المسلم، هو أن يجعل الدنيا أكبر همه، ومبلغ علمه، ومحور سعيه، وغاية وجوده، ومن غلب حب دنياه على حب دينه، وقدَّم شهواته على طاعة مولاه، فقد وقع في حبائل الشيطان الجسام، ومصائده العظام، وإن نهاية عام تعني ذهاب ثلاث مائة وستين يوما من عمر الإنسان.

وتلك تحوي أعدادا كثيرة من الساعات وأضعافها من الدقائق والثواني، وكما تحوي عددا من الأعمال دقت أو جلت، صلحت أم خبثت، وتحوي في طياتها عددا من الخطرات، وأنواعا من الهواجس، وألوانا من الحركات، وهذه فيها الصالح والطالح، وفيها ما هو في سبيل الله وابتغاء مرضاته، وفيها ما تهوى الأنفس وتلذ الأعين وإن كانت في غير مرضاة الله تعالى، ومخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الأيام والساعات والدقائق أيضا فإن هناك أعمال صالحة تسر النفس لذكراها، ويود المرء لو كانت حياته كلها على منوالها، وقد يكون فيها من أعمال السوء ما يود صاحبها أن يتناساها، ويرغب أنه لم يقترفها، ويوم القيامة يود لو كان بينه وبينها أمد بعيدا، فهلا تفكرتم أين من كان قبلكم في الأوقات الماضية.