الخبير في استزراع السمك: زيادة التكلفة وانخفاض الأسعار وتراجع القوة الشرائية وارتفاع أسعار الأعلاف تحديات تواجه القطاع
الخبير في استزراع السمك: زيادة التكلفة وانخفاض الأسعار وتراجع القوة الشرائية وارتفاع أسعار الأعلاف تحديات تواجه القطاع
قال المهندس أحمد الشراكى، خبير الاستزراع السمكى، أن القطاع يواجه تحدياً كبيراً نتيجة ارتفاع أسعار التكلفة وانخفاض الأسعار، موضحاً أن أسعار الأسماك لم ترتفع، حيث إن سعر المزرعة لكيلو البلطى الفاخر كان 2 دولار وما زال 2 دولار، ولو تمت مقارنته بأى سلعة فى السوق سيكون هو أقل السلع تأثراً.
وأوضح أنه كان من الممكن أن يتضاعف سعر الأسماك لولا انخفاض المعروض وتراجع الطلب عليه نتيجة تضاؤل القوة الشرائية، لكن بنسبة أكبر من الانخفاض فى المعروض من الأسماك.
لجوء بعض المنتجين للصيد المبكر نتيجة الخوف من نفوق البلطي عمل على انخفاض المعروض بالسوق
وأضاف أن المعروض زادت حدة انخفاضه هذه الأيام نتيجة لجوء معظم المنتجين إلى الصيد المبكر خوفاً من تكرار أزمة نفوق كميات كبيرة من أسماك البلطى الذى هو من أسماك المياه الدافئة بسبب البرد الشديد فى الموسم الماضى، مشيراً إلى المشكلات التى تواجه قطاع الإنتاج السمكى، وأهمها ارتفاع التكلفة ارتفاعاً كبيراً فى نفس الوقت الذى لم تزد فيه الأسعار بنفس القيمة أو النسبة، خاصة تكلفة العلف التى تمثل 70% تقريباً من إجمالى التكلفة، بالإضافة إلى زيادة تكلفة العمالة والطاقة والنقل والإيجارات والرسوم.
وتوقع «الشراكى» انخفاض الإنتاج الموسم القادم نتيجة خوف المنتجين من الخسائر بسبب ارتفاع التكلفة المتوقع أكثر من الآن فى ظل احتمالية استمرار أزمة الأعلاف وارتفاع أسعارها لأن الخامات ما زالت فى ارتفاع مستمر برغم الإفراجات التى تتم مع ارتفاع الأسعار العالمية، بالإضافة إلى أن أزمة الخامات وخسائر المنتجين دفعت مصانع الأعلاف لمنع البيع بالآجل الذى كان يعتمد عليه أغلب المنتجين، مع امتناع البنوك عن تمويل الاستزراع بسبب زيادة احتمالات المخاطر وعدم وجود ضمانات، خاصة أن أغلب أراضى الاستزراع أراضى إيجار وليست ملكاً، لذا من المتوقع حدوث انخفاض فى الإنتاج من الاستزراع السمكى يقدّره أكثر الخبراء تفاؤلاً بـ50% على الأقل، واعتمدوا فى هذا التقدير على النقص فى كميات الخامات المستوردة، خاصة فول الصويا والذرة الصفراء، وعلى الانخفاض فى كميات الأعلاف المنتجة من مصانع العلف، وعلى كميات الزريعة المنتجة والمتوقع تسويقها فى الموسم القادم، خاصة أن المحرك الرئيسى للإنتاج السمكى هو قطاع الاستزراع السمكى الخاص، حيث يساهم بحوالى 80% من إجمالى الإنتاج السمكى كله تقريباً من القطاع الخاص.
المتوقع من الإنتاج الإجمالي لن يزيد على مليون و200 ألف طن
وأوضح أن الإنتاج الإجمالى عام 2020 حوالى 2 مليون طن حسب آخر إحصائيات الإنتاج السمكى، منه مليون و600 ألف طن من المزارع وحوالى 400 ألف طن من المصايد الطبيعية، ولو فرضنا ثبات المنتج من المصايد الطبيعية عند 400 ألف طن وانخفاض المنتج من الاستزراع بنسبة 50% على الأقل أى 800 ألف طن، فإن المتوقع من الإنتاج الإجمالى حسب التقديرات لن يزيد على مليون و200 ألف طن، أى بانخفاض يُقدَّر بالثلث تقريباً، وهذا أيضاً مع توقع انخفاض كميات الأسماك المستوردة بسبب أزمة توفير العملة الصعبة وتوقُّع خروج كثير من المنتجين من المجال، واضطرار الباقى لتخفيض الكثافات لتجنب جزء من المخاطر مع تغلب احتمالات الخسائر، مطالباً بضرورة رفع الأعباء من رسوم وضرائب وإيجارات مبالغ فيها، وثبات أسعار الطاقة، حيث زيادتها ستتسبب فى صعوبات لكل مجالات الإنتاج.