النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 8” 

الدكرورى يكتب عن النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 8” 

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 8”

ونكمل الجزء الثامن مع النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب، وهذا وفقا للرواية التوراتية وتعلم دانيال ثلاث سنين وأعطاه الله فرصة لإظهار علمه وحكمته ففسر حلما لنبوخذ نصر كان قد أزعجه وكان مكافأة له على هذه الخدمة نصبه حاكما على بابل ورئيسا على جميع حكمائها، وأصبح له قدرة على تفسير أحلام الملوك، وبذلك أصبح شخصية بارزة في بلاط بابل، وقد مرّ دانيال في تجارب ورؤى في الأسر البابلي، حيث نجا من وكر الأسد، ويقول بعض العلماء الغربيين المعاصرين أن دانيال ليس شخصية حقيقية، ومحتوى السفر الخاص به هو إشارة خفية إلى عهد الملك اليوناني أنطيوخوس الرابع الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، وانطيوخوس الرابع الظاهر.

كان أحد ملوك السلوقيون، وهو الأبن الأصغر لانطيوخوس الكبير ولاوديكا وحسب الؤرخ ديدور كان الظاهر انطيوخوس أقوى ملوك عصره، ونص أحد شروط معاهدة أفاميا الأناضول، بين الروم والسلوقيين على أن يرسل انطيوخوس الكبير ابنه الظاهر انطيوخوس كرهينة إلى روما، وقد قضى فيها أربعة عشر سنة حتى عاد لمواجهة ابن اخيه دمتريوس الأول المخلص وعاش انطيوخوس الظاهر بعدها لسنين عدة في أثينا إلى أن طالب بالعرش من أخيه الملك سلوقس الرابع بمساعدة الاتاليين، لكن قبل عبوره حدود الدولة السلوقية كان سلوقس الرابع قد قتل، وبهذا استطاع حيازة العرش مره أخرى دون قتال، بأن أعلن نفسه وصيا على ابن اخيه القاصر.

الذي يحمل نفس الاسم انطيوخوس، والذي سبق لأمه أن تزوجت وساهمت في مقتل أخيه هليودوروس، وأما عن النبى دنيال فلم يذكر دانيال في القرآن الكريم ولم يتم التوصل إلى وجود أي إشارة إليه من قبل المفسرين، على الرغم من ذلك تصفه المصادر والأحاديث الإسلامية بأنه نبي، وقد قال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا أبو بلال محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، حدثنا أبو محمد القاسم بن عبد الله، عن أبي الأشعث الأحمري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن دانيال دعا ربه عز وجل أن تدفنه أمة مُحمد صلى الله عليه وسلم، وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن أبي خالد بن دينار، حدثنا أبو العالية قال لما أفتتحنا تستر.

وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف له ، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر بن الخطاب، فدعا له كعبا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب قرأه، قرأته مثل ما أقرأ القرآن، فقلت لأبي العالية ما كان فيه، قال سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد، قلت فما صنعتم بالرجل، قال حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها، وذلك لنعميه على الناس لا ينبشونه، قلت وما يرجون منه، قال كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون، فقلت من كنتم تظنون الرجل، قال رجل يقال له دانيال، قلت منذ كم وجدتموه قد مات، قال منذ ثلاثمائة سنة، قلت ما تغير منه شيء، قال إلا شعرات من قفاه.

إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع، والملخص من هذا كله أنه حين فتح تستر على مطلع سنة واحد وعشرين من الهجره في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب وجد المسلمون جسد النبي دانيال فأمر عمر بدفنه وبتغييب قبره عن الناس خشية التبرك به أو إتخاذه معبدا، وقد كانت تلك ذاتها أمنية النبي دانيال حسب الروايات الإسلامية إذ كانت أمنيته أن تدفنه أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فتحقق له ذلك، والآن يوجد مقام للنبي دانيال في إيران يعتقد إنه له، ويتم الاحتفال بذكرى النبى دانيال في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم الثالث والعشرين من الشهر القبطي برمهات، في التقويم الليتورجي في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.