الله يعقوب علية السلام ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن نبي الله يعقوب علية السلام ” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الله يعقوب علية السلام ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع مع نبي الله يعقوب علية السلام، فكان أول من ولدت ليعقوب روبيل، ثم شمعون، ثم لاوى، ثم يهوذا، فغارت عند ذلك راحيل، وكانت لا تحبل، فوهبت ليعقوب جاريتها بلهى، فوطئها فحملت، وولدت له غلاما سمته دان، وحملت وولدت غلاما آخر سمته نيفتالى، فعمدت عند ذلك ليا فوهبت جاريتها زلفى، من يعقوب عليه السلام فولدت له جاد وأشير، غلامين ذكرين، ثم حملت ليا أيضا فولدت غلاما خامسا منها وسمته ايساخر، ثم حملت وولدت غلاما سادسا سمته زابلون، ثم حملت وولدت بنتا سمتها دينا فصار لها سبعة من نبى الله يعقوب عليه السلام، ثم دعت الله تعالى راحيل وسألته أن يهب لها غلاما من يعقوب، فسمع الله نداءها وأجاب دعائها، فحملت من نبى الله يعقوب، فولدت له غلاما عظيما شريفا حسنا جميلا سمته يوسف.

وكل هذا وهم مقيمون بأرض حران، وهو يرعى على خاله غنمه بعد دخوله على البنتين ست سنين أخرى، فصار مدة مقامه عشرين سنة، فطلب يعقوب من خاله لابان أن يسرحه ليمر إلى أهله، فقال له خاله إنى قد بورك لى بسببك، فسلنى من مالى ما شئت، فقال له تعطينى كل حمل يولد من غنمك هذه السنة أبقع، وكل حمل ملمع أبيض بسواد، وكل أملح ببياض، وكل أجلح أبيض من المعز، فقال له نعم، فعمد بنوه فأبرزوا من غنم أبيهم ما كان على هذه الصفات من التيوس، لئلا يولد شيء من الحملان على هذه الصفات، وساروا بها مسيرة ثلاثة أيام عن غنم أبيهم، قالوا، فعمد يعقوب عليه السلام إلى قضبان رطبة بيض من لوز ولب، فكان يقشرها بلقا، وينصبها فى مساقى الغنم من المياه، لينظر الغنم إليها فتفزع وتتحرك أولادها فى بطونها.

فتصير ألوان حملانها كذلك، وهذا يكون من باب خوارق العادات، وينتظم فى سلك المعجزات، فصار ليعقوب عليه السلام أغنام كثيرة، ودواب وعبيد، وتغير له وجه خاله وبنيه، وكأنهم انحصروا منه، وأوحى الله تعالى إلى يعقوب أن يرجع إلى بلاد أبيه وقومه، ووعده بأن يكون معه، فعرض ذلك على أهله فأجابوه مبادرين إلى طاعته، فتحمل بأهله وماله، وسرقت راحيل أصنام أبيها، فلما جاوزوا وتحيزوا عن بلادهم لحقهم لابان وقومه، فلما اجتمع لابان بيعقوب عاتبه فى خروجه بغير علمه، وهلا أعلمه فيخرجهم فى فرح ومزاهر وطبول، وحتى يودع بناته وأولادهن، ولم أخذوا أصنامه معهم ولم يكن عند يعقوب عليه السلام علم من أصنامه، فأنكر أن يكون أخذوا له أصناما فدخل بيوت بناته وإمائهن يفتش، فلم يجد شيئا، وكانت راحيل قد جعلتهن فى بردعة الحمل وهى تحتها

فلم تقم واعتذرت بأنها طامث فلم يقدر عليهن، فعند ذلك تواثقوا على رابية هناك يقال لها جلعاد، على أنه لا يهبن بناته، ولا يتزوج عليهن، ولا يجاوز هذه الرابية إلى بلاد الآخرة، لا لابان، ولا يعقوب، وعملا طعاما، وأكل القوم معهم، وتودع كل منهما من الآخر، وتفارقوا راجعين إلى بلادهم، فلما اقترب يعقوب من أرض ساعير، تلقته الملائكة يبشرونه بالقدوم، وبعث يعقوب عليه السلام البرد إلى أخيه العيصو يترفق له، ويتواضع له، فرجعت البرد وأخبرت يعقوب بأن العيص قد ركب إليك فى أربعمائة راجل، فخشى يعقوب عليه السلام من ذلك، ودعا الله عز وجل وصلى له، وتضرع إليه، وتمسكن لديه، وناشده عهده ووعده الذى وعده به، وسأله أن يكف عنه شر أخيه العيص، وأعد لأخيه هدية عظيمة، وهى مائتا شاة وعشرون تيسا، ومائتا نعجة

وعشرون كبشا، وثلاثون لقحة، وأربعون بقرة، وعشرة من الثيران، وعشرون أتانا، وعشرة من الحمر، وأمر عبيده أن يسوقوا كلا من هذه الأصناف وحده، ليكن بين كل قطيع وقطيع مسافة، فإذا لقيهم العيص فقال للأول لمن أنت، ولمن هذه معك؟ فليقل له لعبدك يعقوب، أهداها لسيدى العيص، وليقل الذى بعده كذلك، وكذا الذى بعده، ويقول كل منهم وهو جائى بعدنا، وتأخر يعقوب بزوجتيه وأمتيه وبنيه الأحد عشر، وبعد الكل بليلتين، وجعل يسير فيهما ليلا ويكمن نهارا، فلما كان وقت الفجر من الليلة الثانية، تبدا له ملك من الملائكة فى صورة رجل، فظنه يعقوب رجلا من الناس فأتاه يعقوب ليصارعه ويغالبه، فظهر عليه يعقوب فيما يرى إلا أن الملك أصاب وركه فعرج يعقوب، فلما أضاء الفجر قال له الملك ما اسمك؟ قال له يعقوب، فقال له لا ينبغى أن تدعى بعد اليوم إلا إسرائيل.