الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 4″

الدكرورى يكتب عن الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 4″

ونكمل الجزء الرابع مع الآباء والتفريط فى حق المجتمع، وعليه فكل ما كان مسكرا فهو حرام مهما تغيرت الاسماء ومهما تغير شكله ولونه ما بقيت فيه العلة وهى الإسكار، ويجب أن نعلم جيدا أن من أعظم الجنايات خطرا، وأكبرها ضررا، وأعظمها أثرا في مسيرة الإنسان، في شخصه ونفسه، وفي من حوله، وفي مجتمعه، أن يغيّب العقل، وأن يعبث به، وأن يزول ذلك الميزان الذي يعرف به الإنسان الخير من الشر، ويميز به الحق من الهدى، ويميز به ما ينفع مما يضر، وإن الجناية على العقل جناية تفوق كل الجنايات، وهي مصدر لكل بلاء، وهي مصدر كل آفة، فبها تفسد حياة الناس، وبها يفسد دينهم، وبها تفسد مصالحهم، وبها تضطرب حياتهم.

وبها ينالون كل ضرر، ويدركون كل شر، وبها يهلك معاشهم ومعادهم، فمن مظاهر التقصير في تربية الأولاد هو الانشغال عن الأولاد بمشاغل الدنيا و تهوين الوالدين المعصية على الأولاد، وتجرئتهم على مواقعة الخطايا والسيئات، وذلك بموافقة الوالدين لهذه الخطايا ومجاهرتهم بها، فإن من الآباء من يكون قد ابتلي ببعض الذنوب، فتجده لا يتورع عن الوقوع فيها أمام أولاده ويجب أن نعلم أن من أعظم الخيانة للأولاد تيسير سُبل المعصية وأسبابها لهم،بالإهمال في تربيتهم على حسن استعمال الأجهزة التي يصلون من خلالها إلى كثير من الشر والفساد إذا لم يحسنوا استعمالها، فليتقى الله هؤلاء، ممن أشقى أولاده، وفوّت عليهم الخير والاستقامة.

فويل له ويل له ويل له، وضع في كل غرفة شيطانا، يصد عن سبيل الله، ويبغيها عوجا، فأي خيانة أعظم من هذه الخيانة، أيظن من سعى في إفساد أولاده أنه ناج من قوله صلى الله عليه وسلم ” ما مِن عبد يسترعيه الله رعية، فيموت وهو غاش لها إلا لم يجد رائحة الجنة ” وإن الله تبارك وتعالى قد أحل لعباده الطيبات من المآكل والمشارب، وحرم عليهم الخبائث التي تعود عليهم بالضرر في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، فأحلّ الله تعالى لنا الطيبات من المآكل والمشارب والملابس ومن المكاسب وغيرها، وحرم الله تعالى علينا الخبائث، وبيّن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة التحريم العظيم في أن يتعاطى الإنسان شيئا من المحرمات.

فقال عليه الصلاة والسلام ” كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ” كما نهى الإسلام عن كل ما يؤثر على العقل ويعطل دوره عن التفكير والإبداع، فعن السيدة أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر” رواه احمد، وعن بن عباس رضى الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا ضرر ولا ضرار” رواه احمد، والمخدرات هذه السموم القاتلة، فقد ثبت من الأبحاث والدراسات العلمية أنها تشل إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتحيله بها لأفتك الأمراض، وتدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب الموبقات والإنسان سوف يسأل يوم القيامة عن عمره وشبابه وصحته، ومن هنا فقد جاء تحذير الإسلام من جميع الخبائث والمحرمات.

ومنها إدمان الخمور والمخدرات والأمور المذهبة للعقل والمال والعرض ، والمسكرات والمخدرات داء المجتمعات، وسرطان الأمم، فأمر هذه آثاره الخطيرة، وهذا جزاء متعاطيه عند الله، وتلك حاله في الدنيا والآخرة، كيف تطيب نفس عاقل فضلا عن مسلم بتناوله؟ بل بوجوده في مجتمعات المسلمين؟ وإنه لعجيب حال من يسمع هذه الآثار، ويعلم أحوال من يتعاطى المسكرات والمخدرات، وما يقعون فيه من القبائح التي هي مسخ للدين، والعقل والصحة، وما صار إلى أهله من أخس حالة، وأقذر صفة، وأفظع مصاب، ثم بعد ذلك يقعون فيه، وقد علموا أخطاره وآثاره، وكما وضحت الدراسات التي أجريت في دول الغرب على الشواذ جنسيا أظهرت أن دور الأب كان معدوما في الأسرة.