الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 5″

الدكرورى يكتب عن الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 5″

ونكمل الجزء الخامس مع الإسلام هو الدين الشامل، لكن يكفيك أن تقرأ ما قاله الصحابي الجليل أبو ذر الغفارى رضي الله عنه عندما قال أمرني خليلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ” ومنها وأمرنى أن أقول بالحق وإن كان مُرا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرنى أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنهن مِن كنز تحت العرش” رواه أحمد، وكلمة الحق مُرة فلا تزدها مرارة بمرارة أسلوبك، وهي مقولة قيلت سابقا، وهي مقولة حق كذلك، فمن يريد أن يتكلم بالحق فعليه باللطف والرفق واللين والحلم والعلم، لعلها تصادف قلبا خاليا، فيتمكن قائلها من إيصالها إليه، وتذكر قوله تعالى كما جاء فى سورة طه ” اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى”

فأمرهم الله تعالى باللين والرفق مع ذلك الطاغية، مع أنه تعالى يعلم فى سابق علمه أن فرعون لن يتذكر ولن يخشى، ولكنها المهارة في تأدية الحق، فكلمة الحق تقال في أى مكان، فهي كلمة نورانية، وحجة ربانية، ومنحة إلهية، ولقد أخرج البخارى ومسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم، أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم وهكذا هي دعوة الإسلام القائمة على الحق والصدق والقوة، ومن يريد أن يكون مسلما حقا، فعليه أن يستعد لهذا الحق، وإن من شرف كلمة الحق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلها من أعظم الجهاد.

حيث قال صلى الله عليه وسلم ” إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر” رواه الترمذى، فكلمة الحق كما أنها تقال أمام السلطان، فلابد من قولها أمام الجماهير والإخوان والأصحاب والحشود، ولربما يكون قولها أمامهم أصعب من أن تقال أمام السلطان، وكلمة الحق لا يستحيى منها ولا ينبغي الخجل من قولها، فإنها كلمة أصلها ثابت وفرعها في السماء لأنها كلمة طيبة ولا بد أن تكون كذلك، فعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه” رواه الترمذى، فكلمة الحق تكون في الغضب والرضا، ولربما يقول الشخص كلمة الحق في الرضا، لكنه لا يقولها في الغضب.

لأنه إن اعتراه غضب فقد يمنعه من قول كلمة الحق أو قبولها، فحري بنا أن نسأله تعالى أن يرزقنا قول الحق فى الغضب والرضا، فلقد كان الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه يقول مخبرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أما إنى قد دعوت فيهما يعنى فى الركعتين بدعاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوبه ” اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحينى ما علمت الحياة خيرا لى، وتوفنى إذا كانت الوفاة خير لى، أسألك خشيتك فى الغيب والشهادة، وكلمة الحق فى الغضب والرضا والقصد فى الفقر والغنى ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك وأعوذ بك من ضراء مضره، ومن فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهديين” رواه النسائى واحمد.

ولقد لقي سلفنا من صنوف العنت والاعتداء والشيء الكثير حتى أوصلوا إلينا الحق، وأمانة الدين كاملة غير منقوصة، وما غيرت أمواج المناوئة والمناكفة من ثباتهم شيئا، فقد خرج أبو بكر الصديق رضى الله عنه في بداية الدعوة إلى قريش، وعزم على أن يسعهم كلمة الحق، فخطب فيهم بالإسلام، وكان أول خطيب يدعو إلى الله ورسوله، فتناوله الأعداء بالضرب المبرح على جسده ووجهه، حتى ما عرف أنفه من وجهه، فحملوه إلى بيته وما يشكون في موته، وهذا أبو ذر الغفارى رضى الله عنه لما أسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم “ارجع إلى قومك غفار، فأخبرهم حتى يأتيك أمرى” فقال والذى نفسى بيده لأصخن بها بين ظهرانيهم “ويقصد قريش”